‏إظهار الرسائل ذات التسميات أيام مباركة ْ. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات أيام مباركة ْ. إظهار كافة الرسائل

جمعة تضحية



السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً؟ أتمنى أن تكونوا من المرتوين من غيمة الرحمة.

كلما كبر الهدف كبر مقدار التضحية ..
إن كان الهدف النجاح .. فستحضي بوقتِ اللعب و تقضيه بالمذاكرة
و إن كان الهدف أكبر .. بأن تنجح بدرجاتٍ عالية جداً .. فستضحي بوقتٍ أكبر و تجتهد أكثر ..
هذا الحال في الأهداف قصيرةِ المدى,
فكيف بهدفٍ طويل بطول الوقت مذ خلقت السماوات و الأرضون إلى يوم يبعثون !
أجل, فكيف بالأهداف السماوية ..


كيف يمكن أن يكون الهدف كبيراً هكذا؟
كربلاء .. أرضٌ حَوَت هدفاً بحجمِ ضخمٍ جداً يحمله الإمام الحسين و من معه ..
هدفاً تتضح ضخامته كلما أمعنت النظر في التضحياتِ التي قدمت في كربلاء!
و كلما نظرت للألم الذي كان يرافق التضحية بكل تضحية في سبيل هدفٍ كبيرٍ جداً !

الدرجة التي وصلت إليها التضحية في كربلاء تجعلنا نتأمل, ما الهدف الذي كان يحمله الحسين بن علي؟ 
هل كما يدعي البعض بأنه كان يريد السلطة ؟ أم كما قال هو بأن هدفه كان الدين و إصلاح ما أفسده الناس؟
لو كان لسلطةٍ أو حكم .. فهل حينما بقي هذا الأمل حينما تقابل الجيشان 72 مقابل 30,000 ؟ ألم يكن عليه أن يستسلم حينها و يقبل بولاية أو حكمٍ لمنطقة معينة ؟ 
كل ما في معسكر الإمام الحسين يبيّن بطلان هذا الإدعاء ! 
و يبيّن بأن هدفها كان كبيراً , كبيراً جداً ! 


لأيِّ درجةٍ وصلت التضحيات في كربلاء ؟ بالروح , بالأصحاب, بالأولاد , بقلوبٍ تعتصر, بدماء تلتهب, بروحٍ تكتوي صبراً , و الكثير ... أصحابٌ هم خيرُ الأصحاب ..و ثلةٌ مؤمنةٌ تحمل دماء النبي في عروقها و تحمل أهدافه في مسيرتها , شابٌ هو أشبه الناس خلقاً و خُلُقاً بالرسول الأكرم !! , طفلٌ رضيع يأن من العطش -لم ترحمه سهام العدو-, و سبط النبي سيّد شباب أهل الجنة! .. و كل تضحية من هذه التضحيات خرجت بيقين و بإيمان .. بصبرٍ و ثبات !
من يقرأ عن كل تضحية و لو قليلاً .. سيتسائل كيف لقلبِ الإمام الحسين أن يصبر !؟ كيف لكل فردٍ منهم أن يصبر !!
ينقل عن أحد أفراد المعسكر الآخر بأنه ما رأى أربط جأشاً من مثكولٍ بأهله و ولده من الإمام الحسين !,
"فَوَاللهِ مَا رأيتُ مَكثورَاً قَطّ، قَد قُتلَ وُلدُه وَأهلُ بيتِه وَصحبُه أَربطَ جَأْشَاًً مِنه، وَلا أَمضَى جِنَانَاً وَلا أَجْرأَ مَقدَمَاً، وَلَم أَرَ قبلَه وَلا بَعدَه مثلَه، وَلقد كَانت الرِّجالُ لَتَشدُّ عَلَيه، فَيشدُّ عَلَيها، فَتَنكشفُ بينَ يَديه..."
هل كان قلبُ الإمام الحسين مقطوع النياط لدرجة لا تمكنه من الشعور بالألم؟ أم أن هناك أمراً سماوياً يرتبط بالقضية فيجعله يصبر ؟
يتضح الجواب من خلال مقولةٍ للإمام الحسين :
"هوَّنَ مَا نَزَلَ بي أنَّهُ بعينِِ اللهِ"

-و حققت تضحية كربلاء إنتصاراً بقي و سيبقى ممتداً على مدى التاريخ-


و كلما كان هدفكم أكبر و أسمى , كلما كانت الدعوات تحفكم ليتكلل هدفكم بالنجاح 
كلما اقتضى منكم تضحيات كبيرة و صبر كثير, فتذكروا أن الهدف الكبير و السامي يستحق 
*في هذه الكرة الأرضية الكثير من الأهداف, و كثيرٌ منها كان و لا يزال يكبر و ينمو 



من وهب العزيمة وهب الصبر .. فلا تيأس , و احلم و امتلك أهدافاً كبيرة 

جمعةٌ لا تخلو من إرسال الدعوات للشهداء
و الموتى و الأحياء و كل مكروب ..

و دعاءٌ يضيء بشدة في مسرح الأهداف الكبيرة ..
دعاءٌ بتعجيل الفَرَجِ الإلهي 
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره.

جمعتكم صبرٌ و ثبات
جمعتكم مباركة .

كلما وددت أن أكتب و أكمل هذه التدوينة كنت أصرفُ نفسي لعملِ أمرٍ آخر, لأن الموضوع كبير ! الظلامة كبيرة! التضحيات كبيرة! الأثر ضخم! الحدثُ يضمُّ الكثير من الجوانب و كل جانب منهم هو كبيرٌ بحدٍ لا يوصف!




جمعة طريق هدفٍ كبير




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاُ ؟ أتمنى أن تكونوا بأفضلِ حالٍ روحـِيّ.
ما سأدوّنه اليوم, هو نصيحة أوجهها لنفسي , لمن لديه هدفٌ كبير, لطلّاب الحقيقة, للسالكين, للطموحين .. و لكل من لديه أذن واعية.
في طريقك لتحقيق هدفك الكبير، ستنجز حتماً أهدافاً أخرى ( سواءاً أكانت أهدافاً تمهّد للهدف الكبير, أم إنجازاتٍ أخرى )
مهما كانت هذه الإنجازات صغيرة فلا تترك الفخر بها و الفرح بها و تقدير نفسك ! لأن كل ذلك سيدفعك للإمام لإنجاز هدفك الكبير


و لكن !! 
احذر من أن يكون الفرح بهذا الإنجاز فرحاً يُعميك عن الهدف الكبير .. فتتوقف عن إكمال الطريق مكتفياً بفرحك بما أنجزته!



و إن كان هذا الكلام مكرراً , فإن الدخول في مضمار الإنجازات يحتاج إلى هذا التنبيه تكراراً و مراراً.
دمتم تحققون أهدافكم, و دامت أهدافكم كبيرةً تساهم في نشر الخير في كل مكان.



و هدفُ الإنسانية الأسمى , يتمثَّلُ في فَرَجٍ إلهيّ يرونه بعيداً و نراه قريباً ..



و بداية الطريق .. دعاءٌ يتفردُّ على ساحاتِ الأدعية ..
دعاءٌ بتعجيل الفَرَجِ الإلهي 
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره.

و دعاءٌ لكل صاحب هدفٍ نبيل, هدفِ خير , هدفٍ باطنهُ نور ..
بأن تسهّل له العقبات, و يزداد عزيمة , و يحقق هدفه.

و دعاءٌ لكل شهيد , دعاءٌ للأحياء و الموتى, دعاءٌ لكل صاحب كربة ..
و للمرابطين , و للسائرين, و للمسلمين و المسلمات ..

جمعتكم طريقٌ لا يتوقف في المنتصف ..
جمعتكم دربٌ يخضّر إلى النهاية.




جمعة وفد على ربٍّ كريم





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
كيف حالكم جميعاً ؟ أوجرتم بكل فقدٍ عظيم , و ألهم الله قلوبكم و قلوبنا النور و الصبر.

لحظاتٌ فارقة في حيواتِ الكثيرين , و قد لا تفصل تلك اللحظة بتلك الأخرى سوى ثوانٍ معدودة ..


غيومٌ تتشكل , و تنهمر لتسقط ماءً 


حياةٌ تولد, و دفءٌ يرتسم 


بابٌ يفتح, و يسرٌ يتوّج الصبر بعد عسر


و دموعٌ تبثُّ شكواها إلى السماء ..


و صراخٌ لا تتجاوزُ حدّته حدة اكتواءِ القلب و تقطّعه ألماً ..


و ذكرياتٌ تحمل ألفاً و ألفاً من المشاعر .. تتجلى في لحظةٍ لعقلٍ عاشها يوماً ..

و وسط هذا الجمعِ الغفير من اللحظات و المشاعر .. 
يجتمعُ وفدٌ غفير يفدُ على الربِّ الكريم ..


يفدُ محمّلاً بدموعٍ يذرفها .. و دموعٍ يدعو لفَرَجِها ..
يفدُ برهبةٍ . . يلتقي بها بقدسيةٍ وقف قُبَالَهَا الأنبياء و الأوصياء ! 
يفدُ على ربٍّ كريم .. 
إن كان أحدكم من هذا الوفد , فنسألكم الدعاء لكل سعيدٍ بأن تزداد سعادته,
و لكل مهمومٍ بأن يفرّج همه, و لكل مكروبٍ بأن تُفرّج كربته ..
و لكل مسلمٍ و مسلمةٍ بالغفران ..
نسألكم الدعاء لكم و لنا و لكل مسلمٍ و مسلمة .. بتعجيلِ الفَرَج و بحسن الخِتام .

و لا تنسَ الدعاء الذي ترتّله يومياً ..


و إن لم تكن هناك بجسدك , فأحرِم إلى هناكَ بقلبك ..
و اجعل الدموع ترتّل كل ما في خُلدِك .


و أينَ ما كنتَ في أرضِ الله الواسعة , 
لا تنسَ أن تشمل بدعائكَ أرواحاً رَحَلَت بشرفٍ و إيمان ..
لا تنسَ الشهداء , الموتى , الأحياء , و المرضى , و كل محتاج ..
و لو بدعوةٍ واحدة ..
*
و دعاءٌ للموعود , لليومِ المنشود ..
دعاءٌ بتعجيلِ الفَرَجِ الإلهي .
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره.

جمعتكم جودٌ بالدعوات .
جمعتكم نورٌ يرتسمُ لكم في السماء .







تدوينتي بمناسبة الحج







نشيدٌ جميل جميل , يأخذ الروح إلى آفاق عالمٍ روحاني .. 
سأكتفي بأن أجعل تدوينتي رحلةً لكم إلى هذا العالم ! 
اجلسوا بهدوء , استحضروا قدسية التلبيات , 
و مع خفقات قلبكم, أحرموا إلى مكة ..
" لبيّك اللّهم لبيك , لبيك لا شريك لك لبيّك ! ... "










جمعة جذب و شد





السلام عليكم جميعاً 
كيف حالكم ؟ أتمنى أن تكونوا بحالٍ أفضلَ مني

حالة الجذب و الشد التي ستقرؤون عنها اليوم , هي حالةٌ يعيشها كلٌ منا .. 
شدٌ و جذب بين (الجسد) و (الروح) 


" ستظل تعيش حالة شد و جذب ( بين جسدكَ و روحك ) .. فَـ جسدك : يفضّل النزول إلى الأرض و الاستمتاع بكل لذاتها؛ لأنه منها. وَ روحك : تريد أن تسمو و تعلو إلى مركزها . 
و لكلٍ منهما غذاؤه من منبعه. فَ الجسد : يحتاج إلى الأكل و الشرب و النوم ليعيش | وَ الروح : تريد ما نزل من السماء من ذكرٍ و إيمانٍ و قرآنٍ لكي تعيش.
شعورك بالجوع و العطش و التعب .. إشارات لحاجة (جسدك)
و شعورك بالهم و الضيق و الملل .. دليل حاجة (روحك)

و هنا ندرك خطأنا -أحيانا- حين نشعر بـ الضيق !
نخرج إلى مطعم فاخر أو جولة سياحية .. أو .. أو .. و مع ذلك تجد أنه لم يتغير شيء.
-عفواً-
أنت بهذا تلبي حاجات جسدك .. بينما التي تحتاج هي روحك!
و تذكر قوله صلى الله عليه و آله لبلال " أرحنا بها* يا بلال " لتـفهم . 
*بها = أي الصلاة .


إذاً, فلنعد الاستماع إلى أنفسنا فربما أخطأنا فهمها .

كونوا(أنتم بأجسادكم و أرواحكم) بخيرٍ دوماً =)
و لا تنسوا أن تشملوا الشهداء بدعائكم 
و كل محتاجٍ لدعائكم من الأحياء و الأموات ..

و دعاءٌ يتفرد على ساحاتِ الأدعية ,
دعاءٌ بتعجيل الفَرَجِ الإلهي 
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .

جمعتكم توازنٌ في الدنيا و فَوزٌ بالآخرة ..


* التدوينة مقتبسة من محاضرة للشيخ حبيب الكاظمي.





جمعة دقيقة





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا ممن يملك وقتاً مفيداً يدخره ليوم الحساب.


دقيقة من يومك 

استخدمها في مناجاةٍ صادقة ..
اسحضر فيها أجمل ذكرياتك و ابتسم ..
ادعُ فيها للشهداء و الموتى ..
اقرأ فيها معلومة مفيدة..
ارسل رسالة لصديقٍ انقطعت عنه منذ زمن ..
ارسم فيها رسمة ..
أكمل سيرك ببشاشة ..
اشكر الله بيقين أنه هو أرحم الراحمين .. و من مُنِحَ الحمد لم يُمنَع الزيادة!
اكتب فيها ما يجوال بخاطرك ..
اقرأ فيها حكماً شرعياً ..
تذكّر الأُمَّة بدعوة ..
ارسم على وجه أحدهم البسمة ..
غيّر تنسيق شيءٍ في غرفتك ..



و في كل يوم من أيام حياتك ..
خصِّص دقيقة 
افتح القرآن و اقرأ أول آية تقع عينك عليها 
و تأملها في هذه الدقيقة ..


تستطيع دقيقة واحدة أن تغيّر مجرى يومك .. فاستخدم هذه الدقيقة بشكل جميل ! 


جمعتكم تغمر دقائقكم نوراً و رحمة ..
و أدعيتكم لا تخلوا من الدعاء للمرضى و الشهداء و الموتى و كل محتاجٍ في كل البقاع ..

و جمعتكم و جمعتنا لا تخلوا من وعدِ السماء ..
و دعاءٌ بتعجيل الفَرَجِ الإلهي 
و ان نكون من الممهدين له و من أنصاره .






جمعة: لحظة!





السلام عليكم جميعاً 
كيف هي أرواحكم ؟ أتمنى أنها تكبر بلا توقف لتشمل كل جميل.


كل من لديه هدف , مبدأ , حلم , قضية .. يجب عليه أن يتوقف قليلاً و يقول لنفسه : لحظـة !
يجب عليه أن يتوقف قبل أن
يرسم, يمدح, ينام, ينضم لمجموعة ما, يغفو, يدخل في نشاط, يغيّر خططه الشخصية, يغضب, 
قبل أن يفعل أو يقول .. 
قائلاً لنفسه: لحظــة! هل هذا يتماشى مع أهدافي؟ مبادئي؟ حلمي؟ قضيتي؟ 

كثيراً ما ندخل دوامة الحياة في أول الصباح دون وضع خطوط حمراء ترسم لنا ملامح يومنا, مما يجعلنا نخرج منها في الليل خاليي الوفاض.


كم مرةً خلدنا للنوم (الزائد) في وقتٍ كان يمكننا أن ننجز فيه ما يقربنا كثيراً من إنجاز هدفنا؟ 
كم مرةً غضبنا و بسبب غضبنا (الذي كرهناه) قمنا بأمورٍ تخالف مبادئنا؟ 
كم مرةً سمحنا لليأس بأن يخنقنا, و تغافلنا عن كل الأمور التي كانت تدفعنا للمضي قدماً نحو حلمنا ؟ 
كم مرةً سمحنا للآخرين بأن يسرقوا قضيتنا و يعموا عقولنا عنها, و بعد زمن ننتبه لذلك و نندم على ما فات؟
كم و كم و كم ...

لحظاتٌ قليلة نقف فيها مع أنفسنا, قادرة على أن تغيّر مستقبلنا بشكلٍ هائل ! 
لذا .. فلنحاول أن نكثر من قول ( لحظــة! ) لأنفسنا =)


و من الجميل أن نقف في يومنا لحظةً لنساعد البشر للحفاظ على الإنسانية
و لسناعد كوكب الأرض للحفاظ على البيئة 
و نكون خلفاءً يستحقون اللقب.


و في لحظاتِ الخشوع , نسألكم الدعاء للشهداء و الموتى و الإحياء 
و المرضى و المرابطين و المسلمين و المسلمات.

و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية ,
دعاءٌ لتعجيل الفَرَجِ الإلهي 
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره.


جمعتكم لحظاتٌ نهايتها سعادةٌ و رضوان.





جمعة عَوْدَة ..

 
 
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكون أرواحكم بخير .
 
جمعةُ عَوْدَة ..
 قبل أن أضع الحركات على كلمةِ عودة , قرأتها جَمْعَة عُودَة .. و التي تعني بالعاميّة ( لمّ شملٍ كبير ) .. و لذا عدتُ و وضعت الحركاتِ عليها لضبطها =)
 
 
مهما طال بنا الأمد , و ابتعدت بنا الحياة إلى جوانب جديدة .. يبقى الحنين لبعضٍ من الأمور في الماضي نودًّ أن نعودَ إليها ..
بلدةٌ سكنتَ فيها من قبل .. كرسيٌ كنتَ تحب الجلوس عليه .. قلمٌ لم تكن تستغني عنه .. مقلاتك المفضلة .. الملعبُ الكبير .. فستانكِ المفضل .. ورقُ الجدرانِ ذاك .. منزلكم الذي سكنتم فيه سابقاً ..
 
 
و الحنين لا يقتصر على أمورٍ ماديّةٍ فقط .. بل يحنُّ الفؤادُ لأشخاصٍ و ذكرياتٍ أيضاً ..
قد تشتاق لمكانٍ ما ليس لذاتِ المكان .. بل لذكرىً حصلت فيه , ربما لشخصٍ عزيز ..
تحنُّ لشخصٍ ما و تودُّ أن تشكره من الأعماق ..
تشتاقُ لأشخاصٍ و تشتاقُ للوقتِ الذي كنتم تمضونه معاً ..
إن كان يمكنكِ الاتصال بهذا الشخص أو إرسال رسالةٍ إليه .. فلا تؤجل الأمر ! =)
أرسل دعوةً إلى السماء تحمل اسمه .. تذكّره في دعاؤك كلما اشتقت إليه , كلما أحسست بالامتنان إليه =)
و إن كان قد رحلَ جسداً عن عالمِ الدنيا ..
فلا تنسى و لا تنسى أبداً أبداً إرفاق اسمه وسط دعائك الصادق =) , وسط ابتساماتك , وسط همسك في جوفِ الليل بالدعاء =)
 
 
أياً كان حنينك , فاجعل عقلكَ يعود إلى ذلك الزمن لبرهة .. استنشق الهواء و ابتسم =)
لا يشترط أن كيون حنيناً لأمرٍ بعيد .. فلربما تشتاق لشيءٍ حصل منذ دقائق =)

 
هناك نوعٌ من الحنين لم أذكرهُ في الأعلى .. نوعٌ لا أعرف كيف أنسج من الحروف وصفاً دقيقاً له ..
حنينٌ يقلِّبُ الكيان .. حنينٌ يشدُّ الروح لأعلى .. حنين يجذبُ التفكير للنور .. حنينٌ يجعل القلب يخفق رجاءً و شوقاً و حباً و خوفاً و عشقاً و ثقةً ..
حنينٌ للحظةٍ نورانية تكون فيها كلك متوجهاً إلى الرحمنِ الرحيم .. إلى الله عز و جل .
حنينٌ ليومٍ يكون فيه كلك متوجهاً إليه .. قولك فعلك عملك همسك تحركك علمك نومك أكلك مساعدتك .. كل شيء!
من يذوق تلك الحظة , ذلك اليوم .. من يذوق طعمها فهو لا شك يحنُّ إليها حنين اشتياق ..
يحنُّ إليها فيعمل على أن لا تكون لحظةً واحدة أو يوماً واحداً فقط .. بل لحظات حياته بأسرها .. أيام حياته كلها تكون كذلك =)
 
 
و من يحنُّ للعودة ..و لكن تكبّله الدنيا, يمنعه الشيطان, يخجل من ذنوبه .. فلا تيأس و لا تقنط و لا تستسلم .. طريق العودة مفتوحٌ دوماً ما دمتَ حياً و صحيفتك لا تزال مفتوحة , فقط عُد قبل أن تنتهي الفرصة.
و صدّقني .. أيامكَ المقبلة ستكون ذاتَ لونٍ مختلف ! مشرق! يجلب سعادة مضاعفة .. سعادةً في الدنيا و سعادةً في الآخرة ..
 
{ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } _يوسف: 87
{  وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّآلُّونَ } _الحجر: 56
 
 
و الآن ,
اجعل قلبكَ يخشع .. و اشمل كل جمالٍ احتواه حنينك في همس الدعاء ..
و اجعله يخشع أكثر ..
و رتِّل ..
ربِّي أعدني إليك عوداً جميلا ..
ردّني إليك رداً جميلاً ..
 
 
دامت أيامكم تحمل نوراً يرشدكم إلى الرضوان ..
و دامت تحمل في طياتها دعاءً يُرسَل إلى الشهداء , و الموتى , و الأحياء , و المرضى , و كل محتاج ,
و دعاءٌ بالنصر للمستضعفين و المرابطين ..
و دعاءٌ يتفرّد على ساحاتِ الأدعية , دعاءٌ بتعجيلِ الفَرَجِ الإلهي
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .
 
 
جمعتكم مباركة .
 
 
 
 
 
 


جمعةُ نَسخ

 
 
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بألفِ خيرٍ و خير
 
النسخ خارج عالم الكمبيوتر منتشرٌ كثيراً , شرقَ الأرضِ و غربها !
هناك من ينسخُ لباس غيره ..
من ينسخ حركاتِ غيره ..
من ينسخُ كلامُ غيره ..
من ينسخُ تصرفاتِ غيره ..
و هناك من ينسخُ غيره كاملاً و يلصقهُ فيه !
كلها بوجهة نظري تفني الشخصية المنفردة للشخص و تستبدلها بشكلٍ ما بشخصيةٍ أخرى !
 
و لكن ..
النسخُ -و النسخُ الوحيد ربما- الجيّد
هو نسخُ الصفاتِ الجيدة من الآخرين ! ..
 
فمثلاً شخصُ بشوش ..
 تُنسَخُ منه صفة البشاشة لا بمعنى نسخِ الابتسامة بزاوية الميلان و عدد رمشاتِ العيون فيها ..
بل ننسخ منه صفة البشاشة و نكون بشوشين =) أما الابتسامة فنحن نبتسم بطريقتنا نكون بشوشين بطريقتنا !
 
مثلاً شخصُ فيه صفة الكرم ..
فهناك أنواعٌ متعددة من الكرم .. كرمٌ في العطاءِ المعنوي , كرمٌ في عطاءٍ الحنان , كرمٌ في الاهتمام , كرمٌ في العطاء المادي , كرمٌ في الابتسامات, كرمٌ في التسامح , و و و و
لا يجب أنسخ الصفة بلونِ جوربهِ وقت عطاءه , بل بأن أكون كريماً كما يقتضي الظرف و الوقت و حاجة من أمامي =)
 
 هناك قدواتٌ كثيرة تستحق أن ينسخ منها أبعادٌ كثيرة من الصفة =)
تستحق منا أن نتأمل في فعلها .. في وقتِ عطاءها .. في كيفية بشاشتها , في مسامحتها , في دفعها للسيئةِ بالحسنة ,
في الكثيرِ و الكثير , فنتخذ منها قدوةً ننسخ فيها صفاتها الجيدة و نطبقها في حياتنا بكل ما هو جميلٍ في تلك الصفة بطريقةٍ تضيف إلينا و إلى شخصياتنا و إلى ما نضيفه في تأريخِ وجودنا في هذه الدنيا =)
 
 
جمعتكم لا تخلو من الدعاء للشهداء و الأسرى
و للأحياء و للمرضى و لكل محتاجٍ و لأمواتنا و أمواتكم و أموات المسلمين و المسلمات ..
و دعاءٌ يتفرّدُ على ساحاتِ الأدعية
دعاءٌ بتعجيلِ الفَرَجِ الإلهي .
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .
 
 
 
جمعتكم (نسخُ) لكل خير ..
جمعتكم مباركة .. 
 
 





 

جمعة فَصلٌ جَدِيد




 السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا أفضل مما كنتم عليه بالأمس (روحياً و عقلياً)
كما في الكتب و الروايات , ننهي الفصل الأول و ندخل في الفصل الثاني .. و ننتهي من فصلٍ لندخل في فصلٍ جديد ..
كذلك في حياتنا .. ننهي مرحلة و ندخل في مرحلةٍ جديدة .. ننهي سنةً و ندخل في سنةٍ جديدة .. ننهي شهراً و ندخل في جديد .. ننهي يوماً و ندخل في جديد .. و ننهي دقيقة و ندخل في دقيقة جديدة ..
الفصل الجديد في الرواية لا يعني أن نحذف الفصل السابق .. بل الفصل الجديد يُكمِل ما كان في الفصل السابق ..
و إن كان الفصل القديم حزيناً .. أو قصيراً .. أو مبهجاً .. أو مليئاً بالمغامرات .. أو يجلب الصداع من شدة تعقيده .. أو ينزل الدموع .. أو أياً كان .. فإنه لا ينسى , بل يُؤخذ منه بمقدار ما يستفاد في تكملة المسيرة ..

كذلك حياتنا ( من وجهة نظري ) .. إن مررنا بفترة سيئة .. لا يعني ذلك أن نمسحها من تاريخ وجودنا .. بل نتذكرها بمقدار ما يفيدنا في إكمال مسيرة حياتنا ..
إن مررت بموقف سيء .. لا يعني ذلك أن تمسحه نهائياً و حينها تخسر حتى أن تستفيد منه أن لا تكرر نفس الخطأ في المستقبل !..
إن مررت بموقفٍ مليء بالمغامرات لا تمسحه بحجة أن الماضي انتهى .. بل احتفظ بالمتعة ! فلا زلنا نملك القدرة على تذكّر المواقف و الابتسام .
إن مررت بموقفٍ تفتخر به .. فلا تغترّ به و تكتفي بذلك .. بل أضف إلى فخرك تطوراً و تقدماً يجعلك تفخر بنفسك أكثرَ و أكثر !
في فصلي الجديد , أتمنى أن أكون أفضل و أفضل و أفضل .. على كل الأصعدة التي كنت فيها جيدة و التي لم أكن ..
دعاؤنا بأن تكون فصولكم الجديدة تحمل الكثير من إشراقات النور ..
و دعاءٌ للأسرى بأن يحظوا بفصلٍ جديد يحمل معه الصبر و الكثير من جمال الحرية و عزة النفس ..
و دعاءٌ خاص للأسرى المضربين عن الطعام - أحدهم الأسير الفلسطيني محمد المضرب لما يزيد عن 70 يوم - بفصلٍ جديد من زيادة الكرامة و من الصحة و من الحرية و الكرامة ..
و لا تنسوا أن تضمُّوا أسماء أصحاب كرامة السماء ( الشهداء ) إلى دعائكم ..
و لا تنسوا الموتى و الأحساء و المرضى و كل محتاج و كل صاحب هم و ألم و كل من يسعى لتحقيق الأفضل في فصله الجديد ..
و دعاءٌ يتفرّد على ساحات الأدعية .. دعاءٌ بتعجيل الفَرَجِ الإلهي .
و أن نكون من المهدين له و من أنصاره .
جمعتكم فصلٌ جديد يحمل الأفضل
جمعتكم مباركة


21