جمعة عَوْدَة ..

 
 
 

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكون أرواحكم بخير .
 
جمعةُ عَوْدَة ..
 قبل أن أضع الحركات على كلمةِ عودة , قرأتها جَمْعَة عُودَة .. و التي تعني بالعاميّة ( لمّ شملٍ كبير ) .. و لذا عدتُ و وضعت الحركاتِ عليها لضبطها =)
 
 
مهما طال بنا الأمد , و ابتعدت بنا الحياة إلى جوانب جديدة .. يبقى الحنين لبعضٍ من الأمور في الماضي نودًّ أن نعودَ إليها ..
بلدةٌ سكنتَ فيها من قبل .. كرسيٌ كنتَ تحب الجلوس عليه .. قلمٌ لم تكن تستغني عنه .. مقلاتك المفضلة .. الملعبُ الكبير .. فستانكِ المفضل .. ورقُ الجدرانِ ذاك .. منزلكم الذي سكنتم فيه سابقاً ..
 
 
و الحنين لا يقتصر على أمورٍ ماديّةٍ فقط .. بل يحنُّ الفؤادُ لأشخاصٍ و ذكرياتٍ أيضاً ..
قد تشتاق لمكانٍ ما ليس لذاتِ المكان .. بل لذكرىً حصلت فيه , ربما لشخصٍ عزيز ..
تحنُّ لشخصٍ ما و تودُّ أن تشكره من الأعماق ..
تشتاقُ لأشخاصٍ و تشتاقُ للوقتِ الذي كنتم تمضونه معاً ..
إن كان يمكنكِ الاتصال بهذا الشخص أو إرسال رسالةٍ إليه .. فلا تؤجل الأمر ! =)
أرسل دعوةً إلى السماء تحمل اسمه .. تذكّره في دعاؤك كلما اشتقت إليه , كلما أحسست بالامتنان إليه =)
و إن كان قد رحلَ جسداً عن عالمِ الدنيا ..
فلا تنسى و لا تنسى أبداً أبداً إرفاق اسمه وسط دعائك الصادق =) , وسط ابتساماتك , وسط همسك في جوفِ الليل بالدعاء =)
 
 
أياً كان حنينك , فاجعل عقلكَ يعود إلى ذلك الزمن لبرهة .. استنشق الهواء و ابتسم =)
لا يشترط أن كيون حنيناً لأمرٍ بعيد .. فلربما تشتاق لشيءٍ حصل منذ دقائق =)

 
هناك نوعٌ من الحنين لم أذكرهُ في الأعلى .. نوعٌ لا أعرف كيف أنسج من الحروف وصفاً دقيقاً له ..
حنينٌ يقلِّبُ الكيان .. حنينٌ يشدُّ الروح لأعلى .. حنين يجذبُ التفكير للنور .. حنينٌ يجعل القلب يخفق رجاءً و شوقاً و حباً و خوفاً و عشقاً و ثقةً ..
حنينٌ للحظةٍ نورانية تكون فيها كلك متوجهاً إلى الرحمنِ الرحيم .. إلى الله عز و جل .
حنينٌ ليومٍ يكون فيه كلك متوجهاً إليه .. قولك فعلك عملك همسك تحركك علمك نومك أكلك مساعدتك .. كل شيء!
من يذوق تلك الحظة , ذلك اليوم .. من يذوق طعمها فهو لا شك يحنُّ إليها حنين اشتياق ..
يحنُّ إليها فيعمل على أن لا تكون لحظةً واحدة أو يوماً واحداً فقط .. بل لحظات حياته بأسرها .. أيام حياته كلها تكون كذلك =)
 
 
و من يحنُّ للعودة ..و لكن تكبّله الدنيا, يمنعه الشيطان, يخجل من ذنوبه .. فلا تيأس و لا تقنط و لا تستسلم .. طريق العودة مفتوحٌ دوماً ما دمتَ حياً و صحيفتك لا تزال مفتوحة , فقط عُد قبل أن تنتهي الفرصة.
و صدّقني .. أيامكَ المقبلة ستكون ذاتَ لونٍ مختلف ! مشرق! يجلب سعادة مضاعفة .. سعادةً في الدنيا و سعادةً في الآخرة ..
 
{ وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } _يوسف: 87
{  وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلا الضَّآلُّونَ } _الحجر: 56
 
 
و الآن ,
اجعل قلبكَ يخشع .. و اشمل كل جمالٍ احتواه حنينك في همس الدعاء ..
و اجعله يخشع أكثر ..
و رتِّل ..
ربِّي أعدني إليك عوداً جميلا ..
ردّني إليك رداً جميلاً ..
 
 
دامت أيامكم تحمل نوراً يرشدكم إلى الرضوان ..
و دامت تحمل في طياتها دعاءً يُرسَل إلى الشهداء , و الموتى , و الأحياء , و المرضى , و كل محتاج ,
و دعاءٌ بالنصر للمستضعفين و المرابطين ..
و دعاءٌ يتفرّد على ساحاتِ الأدعية , دعاءٌ بتعجيلِ الفَرَجِ الإلهي
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .
 
 
جمعتكم مباركة .
 
 
 
 
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق