جمعة إزالة حُجُب



 
 
 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن أربعين السماء قد زادتكم كثيراً ..
 
*
 
الأمر الذي يحجبك عن الوصول , هو الحاجز الذي يمنعك من الوصول.
الأمر الذي يحجبك عن الرؤية هو الأمر الذي يمنعك من الرؤية .
و كما أن هناك أموراً مادية تحجبنا عن الوصول مثلاً .. فهناك أمورٌ معنوية كذلك تحجبنا عن الوصول ..
و هذه الحُجُب هي مشكلةٌ تؤرق حياة كلٍ منا في مفصلٍ ما .. فهناك الكثر من هذه الموانع في حياتنا و إن لم أذكرها هنا فيجب عليكم أنتم الانتباه إليها و إزالتها ..
 
*
حاجب أعمال الخير و الطاعة ..
كما أن حاجب الغرور قد يأتي لأن الإنسان حصل على أموال أكثر , وصل إلى منصب مرموق..
فإنه يأتي بنفس المقدار حينما يغتر شخص بمكاسبه المعنوية أو بإنجازاته الدينية ..
 قد يصاب بالغرور أيضاً حينما ينهي حفظ جزءٍ من القرآن , حينما يساعد فقيراً , حينما يوقف السيارة ليمر عجوز , حينما يجلس في الكنيسة بعد انتهاء المراسيم , حينما يطعم جائعاً , حينما يكظم غيظه ..
و في كل الحالات فإن الغرور يشكل حاجباً كبيراً و ضخماً !
فهو يمنع الآخرين من التصرف معه بأريحية , يمنع الإنسان من أن يرى جمال الناس بكل تواضع و حب , يمنعه من أن يمد يده لمن هم أقل منه عمراً , معرفةً , مالاً فلا يُصافِح و لا يُصافَح .. يمنعه من أن يعيش جمال الحياة .. يمنعه من أن يعبد خالقه حق عبادته ..
 
*
 
حاجب المعرفة ..
و هو الحاجب المؤلم !
فالإنسان يستخدم المعرفة ليصل إلى الحقيقة ! و المؤمن يستخدم المعرفة ليصل إلى المعارف الحقة و يحدد هدفه بدقة و يعبد خالقه و يناجيه بتوجه بمعرفة بقلبٍ واعٍ ..
و لكن الإنسان الذي يصلي و هو يفكر بحلٍ لمسألة شرعية صعبة ! علمه هنا و تفكيره في هذا العلم أصبح حاجزاً !
فهو يتعلم شرع دينه لكي يعبد خالقه بقلبٍ واعٍ و يعتقد بمعتقد وجد له الأدلة و البراهين و يحاول حل هذه المسائل لكي لا يقع هو في الخطأ و لا يقع غيره في الخطأ كذلك ليتقربوا جميعاً من الرب .. و لكن في صلاته و مناجاته هو في حديثٍ مع الرب و لكن لأنه يفكر في هذه المسألة فإن قلبه غير واعٍ فلم يحقق الهدف الذي يتعلم من أجله !
فهنا أصبح العلم حاجباً و مانعاً من الوصول للحق !
 و هذا هو أقسى الحُجُب التي إن لم يزلها الإنسان مبكراً ستجعل قلبه يتفتت حرقة ..!
 
*
 
 هذان النوعان هما ما أريد الإشارة إليهما في هذه الجمعة , و أتمنى أن تكون هذه التدوينة أوضحت كيف تتحول هذه الأمور إلى حجب و موانع من الوصول للحق ..
 
*
 
الآن .. كيف نزيلها ؟ !
بشكلٍ بسيط (فقط مثلاً) المطر رحمة و لكن حينما يهطل بغزارة كبيرة يكون نقمة , و لكن هذا لا يعني أن نقطع المطر بل نقلله.
فكذلك أيضاً , لا نقطع أعمال الخير و العلم .. و لكن نقلل و نقطع ذلك الغرور و تلك الحالة التي تشكل حاجزاً و مانعاً من الوصول إلى الغاية.
طريقة الإزالة كيف تكون ؟ على كم مرحلة تقسّم ؟ كل إنسان يقيس و يعمل بما هو أفضل له و بما يزيل هذا الحاجب من وجدانه و روحه تماماً .
 
*
 
الحُجُب منها حُجبُ ظلام و منها حُجُبُ نور .. أياً كان المانع الذي نواجهه فكما تغلب الآخرون على حُجُبِهم فنحن نستطيع .
 
 
*
 
جمعتكم لا تخلو من الدعاء للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى و كل محتاج ..
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره ..
 
جمعتكم حُجُبٌ مُزالة .. و بلوغٌ لساحات الملكوت و وصولٌ إلى الحق
 
جمعتكم توقف السماء عن الدماء .. جمعتكم أربعون يوماً كل دقيقةٍ منه كانت ثقيلة حد الوجع ..
جمعتكم صلاةٌ على محمدٍ و آل محمد ..
 
 
*
 
 
 
 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق