السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بقربٍ من القرب .
و انتصفنا في أول شهر من أشهر النور : رجب , شعبان , و شهر رمضان .
أول شهر من أشهر الرحمات المضاعفة بشكلٍ بفوق الخيال , و غفرانٍ يُصَبُّ صباً بكميةٍ لا تُتًصًوًّرْ , يُمنَح لكل من اقترب من ساحات التوبة و الاستغفار . شهور كرمٍ ينبع من السماء.. أي أنه كرمٌ يمتلك ما لا مثيل له من العظمة , شهورٌ تزدهر بها الصحائف بالحسنات و تزدان نوراً يرفعها .. فهنيئاً لمن نال صك النور الحقيقي فينتهل و يرتوي من النور نوراً يبقى معه في كل شهور حياته , نوراً لكل أيام حياته التي يعيشها في هذه الدنيا .. حينها يكون قد اكتسب النور الأعظم و استحق بحق نوراً يضيء له الدنيا و الآخرة فيكون بذلك فخراً يتوسمّه في كل ديارٍ يمر عليها .
صفحةُ نقاء من صفحات الحاضر .. صكُوكُ غفران و توباتٍ قُبِلَت .. نهرٌ من الحِكمةِ و الضياءْ .. و أرواحٌ ترتقي من الأرض إلى السماءِ قُرباً فتزدهر حياتها بعبقِ الجِنَانْ .. و طريقٌ مستقيم يوصِلُ إلى جنةِ الخُلدْ حيث ما لا عينٌ رأت و لا أذنٌ سَمِعَت و لا خَطَرَ على قلبِ بشر .
و اتصال الغدِ باليوم فننتهل من عذب الماء الطاهر و رسائلُ عشقٍ لا يفهمها إلا من دخل ساحاتِ القربِ من السماء .
و اتصال الغدِ باليوم فننتهل من عذب الماء الطاهر و رسائلُ عشقٍ لا يفهمها إلا من دخل ساحاتِ القربِ من السماء .
إن كان شهرُ رَجَبْ تُضاعف فيه الحسنات بشكلٍ يفوق الخيال.. و لصيامِ أيامٍ فيه أجرٌ كبيـــرٌ كبيـــر .. فكيف بالأعمال الأخرى ؟
إن كان شهرَ طُهرٍ و قُرب .. و له أدعيةٌ مستحبة الذكر فيه .. فكيف بالمناجَاتِ الأُخَر و كيف بالدموع التي تتنزل أثناء الدعاء ؟
شهرٌ لا يستحق سوى الاستثمار .. متى ما كنت تنتظر , ساكتاً , تصعد السلالم فلا تنسَ ترديد " لا إله إلا الله " .. بقدرِ ما تستطيع بالعدد الذي تستطيع .. هذا الذكر خصوصاً لا تتحرك فيه الشِفاهْ فيمكنك ترديده بصمت دون لفت الانتباه إليك خاصةً إن كنت في الأماكن العامة و لا يمكنك أن تناجي و تدعو و تبكي .. و بما أن الوقت ثمين و حينما ينتهي شهر رجب فإنه لن يعود إلا في السنة القادمة التي لا نعلم إن كنا ممن سيكونون فيها أم لا .. فيجب علينا استغلال كل الدقائق من هذا الشهر بالمقدار الذي نستطيع فنُقَرّ عيناً في يومِ الحساب بإذن الله .
من الأعمال الجميلة جداً في هذا الشهر الطاهر العمرة , الصيام , الذكر , الدعاء , المناجاة و البكاء .... و طهرٌ نقي كثير .
كل الكون و كل المخلوقات تردد ترتيلة الكون : سبحان الله .
سُبحانك ما أعظمك .
كثيرٌ من الغرقى في غياهب هذه الدنيا .. بدموع شهر رَجب ارتفعوا من الأدنى إلى المقامات العالية قرباً من السماء .
فهل كُنا من التائبين ؟ من المستغفرين ؟ من الذاكرين ؟ من الصائمين ؟ من العابدين ؟ من المسبّحين ؟ من الشاكرين ؟ ممن اقترب من السماء ؟ ممن انتهل من فيضِ الحكمة ؟ ممن اهتدى نوراً أجمل ؟ ..
رجب لا يزال في المنتصف و بقي منه نصفه أيضاً فيمكننا البكاء و الدعاء و الصيام و الاستغفار و إقامة صلاة الليل و التسبيح و سجد سجدة الشكر و تهييء أرواحنا لتكون قابلةً للانتهال من الحكمة , و أن نكون من التائبين توبةً حقّة .
شهرُ رجب هو أمل للمتقين , ارتفاعٌ في الدرجات لكل من اقترب من السماء ,
غفرانٌ و رحماتْ , لطفٌ إلهي يتفضّلُ علينا بالمضاعفة في الحسنات
فهنيئاً من الأعماق لكل من كان رَجَبهُ نبتةَ طُهرٍ غُرسَت لتثمر جمالاً لا يُتخيّل .
جمعتكم تحمل من الأدعية ما تحبون , جمعتكم دعاءٌ لا يخلو من الدعاء للشهداء و الموتى ,
الأحياء و المرضى , و كل من قلدكم الدعاء في هذا الشهر , و كل محتاج .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية : بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من المُمَهِدين له .
جمعتكم دموعٌ تقلب غـَدَكُم أجمل .
جمعتكم مباركة .
الأحياء و المرضى , و كل من قلدكم الدعاء في هذا الشهر , و كل محتاج .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية : بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من المُمَهِدين له .
جمعتكم دموعٌ تقلب غـَدَكُم أجمل .
جمعتكم مباركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق