السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا ممتلئين بذخائر المساعدة التي لا تنفذ أينما كنتم .
اليوم سأتحدث عن نداءات عريضة , أصحابها يصرخون بصوتٍ عال , و يداعبون دموعهم برصاصةٍ تخترق الواقع , و ينامون ليلهم على فراش الاحلام على أمل الاستيقاظ على لون الفرح .
و الغريب أنه وسط كل هذا الضجيج , و وسط كل هذه الصور التي تنقل صرختهم بصوتٍ واضح .. يبقى أملهم حلماً معلقاً ! اليوم سنستمع للنداء بأذنٍ واعية لنبدأ تغيير دواخلنا لنبدأ رسم التغيير على الواقع ! .
أول نداءٍ , و هو نداء لم يغب عن الاذهان , نداء لم يغيّره ازدحام ضجيج الدموع و نزف المُقَل .. نداء القدس
أول نداء هو نداء الحقوق المسلوبة ! حق التعليم , حق العبادة متى ما شاءوا , حق دخول الأقصى بأريحية , حق السكن , حق ترميم السكن , حق العيش في الوطن , حق لقمة العيش , حق التأمل في جمال الأقصى بلا رصاصة تقطع جماله و بلا قنابل تعكر صفو سماءه و بلا بيوتٍ تهدّم غصباً و بلا تفتيشٍ يمنع من الدخول بلا سبب .
نداء الإنسانية , و حق التعامل بتحضّر كـ بشر لا كمخلوقاتٍ أخرى همها أن تأكل و أن تشبع بطونها و تغذي صالحها بالدهس على الغير . حق الاحترام و حق التنعم بالهدوء .. و أتساءل هنا إن كانت منظمة حقوق الإنسان تعنى بالإنسانية , لمَ نرى الكثير من المشاهد اللا إنسانية منذ أكثر من 40 سنة و إلى الآن لم يحصل فارق ؟! سؤال يستحق التوقف لبرهة .
نداءات الأقصى نداءات في غاية الوضوح , الأقصى محتل و مسلوب من حقوقه , الأقصى أصبح معلماً سياحياً يدخله السياح بكل راحة بينما المواطنون يجب عليهم أن يخضعوا لتفتيش للهويّات و في أيام يمنعون من الدخول قطعاً !
نداء الأقصى نداءٌ سمعته أذنك , دخل في لب عقلك .. حان الوقت لتنهض و لو بدعوةٍ واحدة , أو بـ (تغريدة على تويتر ) أو أي شيءٍ يمكنك فعله .
ثاني نداء هو نداء المحتاجين و الفقراء , و هو نداء أظن بأن الجميع قد رآه أو سمعه .. نداءٌ رغم الدموع الغارقة في عينيه إلا أنه بابتسامته يكسي صاحبه نوراً يجعلك تبتسم .
الحياة خلف النداءات ليست سهلة بسهولة الكتابة أو بسهولة السماع .. إنها تحوي الكثير من التعب , من الألم , من المعاناة , من الدموع , من الصراخ , من النحيب , من الأنين , من المرض , تحوي يأساً بمقدار كبير من الكثير من البشر ..
ليست كل يدٍ تُمد تعني سقوطاً للكرامة .. بل تسقط كرامتك أنت حينما تزدريهم .. ف كونك إنساناً بكرامته يعني أن تكون إنساناً على مستوىً عالٍ من الإنسانية .. يعني أن تساعد كلما استطعت .. يعني أن تبادر بالمساعدة حتى و لو لم يبدأ غيرك .. يعني أن تسمو بروحك و أن تسمو بحالتهم .
نحكي عن الفقر و لكن هل نعرف ألم الحصول على لقمة العيش هناك ؟ إن كان لديك طعام و نعم فهنيئاً لك و لكن لا تنسى أن تعطي الفقراء شيئاً .. و احذر من أن يكون هذا الشيء مكسوراً أو لا يمكن الاستفادة منه .. بل اعطهم شيئاً يليق بك أنت , علمهم كيفية اكتساب لقمة العيش عن طريق الكد و العمل المنظم , إن استطعت إعطاءهم وظيفة لديهم إمكانيات العمل بها فافعل .. حينها ستكون فخراً لنفسك في المستقبل كلما عادت الذاكرة بك و تذكرت ذلك اليوم .
لربما لست الآن في مقدمة هذا الاصطفاف لتقدم لهم الطعام .. و لكن أعينهم تتأملك , و تنتظر منكَ شيئاً ما , دعوةً , ابتسامةً , كرماً , تعليماً , احتراماً , تربيتاً , توفيراً لمسكن , مساعدةً ما .
نداءات المساعدة , الاستغاثة .. أينما كانت و كيفما كانت .. بطريقةٍ ما " أنت " قادرٌ على المساعدة كما يستطيع الجميع .
لذا رجاءً لا تكبت إنسانيتك و لا تقتلها .. بل أطلقها و اجعلها تساعد , تبادر , تبتسم , تنطلق , تكون سبباً في خيرٍ ينتشر .
أفكار بسيطة تستطيع مساعدةً المنادين بها بأي نداء ..
1- التعليم و إنارة العقول
2- زرع الابتسامة في الوجوه
3-التبرع و لو بالشيء القليل من المال أو الوقت أو الخبرة أو المقتنيات .
جمعتكم أذن تسمع كل النداءات المحيطة , جمعتكم نداءات غيّرتكم لتغيروا شيئاً
جمعتكم دعواتٌ صادقة لأصحاب النداءات , و للشهداء و الموتى و المرضى و الأحياء و المحتاجين .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من الممهدين له .
جمعتكم ملونةٌ بألوان الابتسامات التي ستضعونها على تأريخ الحياة
جمعتكم مباركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق