السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بقربٍ من كل عظمة منيرة .
كنت سأدمج النقطة التي سأتحدث عنها اليوم في تدوينة الجمعة السابقة , و لكن وجدت أن هذه النقطة بالذات تحتاج لتدوينة خاصةٍ بها , فما بالقلب كثير و الكلام عنها طويل و البوح لأجلها يحتاج لأسطر .
تدوينة الجمعة الماضية كانت بعنوان " أنا أستحق " , و لارتباطها بتدوينة اليوم سأكتب النقطة الرئيسية التي تمحوّر عنها الموضوع :
كل إنســانٍ يستحق العظمة , يستحق كل شيءٍ عظيم .. كل عظمةٍ منيرة و كل شيءٍ عظيم يرتقي به لا شيئاً عظيماً يجعله محبوساً في قفصٍ مظلم .. يستحق أن يشير الناس إليه بعظمته المنيرة ( و كل عظمة لا يرافقها التواضع يختفي جمالها و تصبح قبحاً ) .
اليوم سأتكلم بلسان القدس , و بدلاً من أن تكون كلمة " أنا " في " أنا أستحق " عائدةً للقارئ , فاليوم القدس تقرأها ليكون الضمير عائداً إليها فتصبح العبارة : " القدس تستحق "
بعبارةٍ أكثر دقة , و قراءةٍ للأحوال التي تدور في العالم , فإن أردنا أن نمركز كل آلام القدس .. يمكننا أن نصل إلى ذلك المكان .. الذي لا يحتاج إلى دليلٍ لنشير إليه بالعظيم .. إنه الأقصى .
المسلمون , اليهود كلاهما يؤمنان بأن هذا المكان مقدّس .
و أنا اليوم أتكلم عن الأقصى لا من وجهةِ نظر دينٍ و لا من وجهة نظر أناسٍ من فئةٍ دينية محددة .. بل من وجهة نظرٍ إنسان يكتب من وجهة نظرٍ إنسانية .
" الأقصى يستحق " أن يكون هادئاً كما يليق بقداسته , أن يكون شفاءً للقلوب كما حقيقته .
أن يكون مقصداً للضائع و التائه , مكان راحة من يبحث عن الراحة , أن يكون مكاناً آمنا لكل من أتى من حيثما أتى .
لا مكاناً يجعل الإنسان مهاناً و لا مكاناً يجعل الإنسان متجبراً .
" الأقصى " يستحق أن يمتلك كل عظمةٍ تحتويها زواياه .
لا أعلمَ ما هو السر المهيب المتمثل في أحجاره و لكن كل من سار في الأقصى يمكنه أن يستشعر عظمة المكان و هيبة قداسته !
" الأقصى " مكانُ عبادة .. و كل إنسان شريفٍ على وجه الأرض يعلم علم اليقين بأن أماكن العبادة أماكن للارتقاء نحو السماء
و كل مكان عبادةٍ " يستحق " الإحترام
" الأقصى يستحق " أن تتوقف تلك المراقبات الغير إنسانية في داخله ! فليس للظالم حقٌ في أن يتجبر و يدّعي حكمه للأقصى !
" الأقصى يستحق " أن تنظف أرضيته و تلمّع , لا أن ترش بدماءِ الناس و يداس عليها ظلماً !
لكلٍ طريقته في التقديس و إظهار محبته للمكان .
و لكن لا يمكن أبداً لعاقلٍ أن يتقبل فكرة منع الناس الفلسطينيين من الدخول لهذا المكان إلا بعد إبداءهم لهوايتهم الشخصية ! بينما السائحون من البلاد الأخرى يدخلون دون مسائلة !
لا أتكلم تحيّزا لطرفٍ معين , و لكن من قانون الإنسانية المنصف هذا الأمر غير مقبول عقلاً
حتى إن جئنا لفلسفية العدل فلا عقلاً و لا تعقلاً الأمر مقبول !
يمنع على من يقطن هناك من غير حاملي العلم الأزرق الذي عليه نجمة سداسية بيضاء أن يتمتع بالعيش الكريم ! فلا البيوت مأمنة و لا البيت ملكٌ دائمٌ لك و لا الأمان حل لك و لا بناء بيتٍ بما تريد من مواد آمنة ميسر لك !
!
بعيداً عن ديانتي التي أنتمي إليها .. أوليس من المعيب أن تدعي إمتلاكك لمكان مقدّس هو ليس ملكاً لك ؟! و تزيد معابة ذلك بمنع العامة من الدخول !
بمعنى آخر : نَفَسٌ مراقب , و تهديدٍ بالموت , و حريةٌ مصادرة .
رسالتي لذلك المكان الذي يقول بأنه يحمي حقوق الإنسان , بتلك المنشآت الإنسانية , بمنشآت العدل و كل تلك المسميات .. الحال وصلَ بأن الإنسانية سُحبت ممن يقطن هناك ! .. الإنسانية سحبت من الأقصى ! الأمان سحب من هناك .. و العيش الآمن يقترب من خط الصفر .
لكل من لا يزال يحمل نفساً إنسانياً داخل روحه الشفافة .. بدون تحيّزٍ عرقي و لا دينيّ و لا لوني ... الحقيقة واضحةٌ وضوح الشمس و الإنسانية تهتكُ .. فأصبح الكثيرون يعيشون في غبار بقايا الحياة و آخرون يتربعون على موائد الظلم !
" القدس و الأقصى " يستحقون بكل جدارة عودة الأمن , عودة الهدوء , عودة ظهور هيبة عظمتهما .
" الأقصى يستحق " أن تمزع صفحة الغابة تلك التي دُبسّت في زاويتها الطاهرة , و أن تبدأ أجنحة الطهر في انتشال غبار تلك الأزمنة التي ماتت فيها الإنسانية .. لتعود بيضاء كنقاء الجمال .
فـ " الأقصى يستحق " أن يرفع رأسه جميلاً كما حقيقته .
الأقصى قماشٌ من ذهب , فريدةُ الجمال , تأبى الرضوخ .. و يمكن لكل من مر عليها ممن عاش في الأزمنة القديمة و ممن زارها حاضراً أن يقصُّ قصة جمالها العظيم .
الأقصى هدوءُ جمالٍ تحكيه أحجاره لكل من يتأملها , و قصة ألمٍ لكل من يسمعها
الحياة , الأعين البشرية و عدسات الكاميرات , حناجر العصافير , أجنحة الطهر , المواطنون , المستعمرون , الأشجار , السماء , و الهواء .
كلهم يعلمون أن " الأقصى يستحق " أن يكون سالماً , منعمّا , مكرمّا , هانئاً , سعيداً يجلب الابتسامة الطاهرة , ناصعاً . .يستحق البهاء , بلوغ حدود السماء , الجلال, يستحق كل هذا منذ زمنٍ بعيد , و يستحق استعادة كل جمالٍ فوراً .
" القدس تستحق " مجداً يهزّ الكلام , فتنزع تلك الأوراق الفارغة , و يبدأ طهر الأفعال الحازمة .
" القدس تستحق " كل عظمةٍ و جمال , فجمالها حقٌ من يعيش اليوم و للأجيال القادمة .
الإنسانية لا تقتصرِ على موجودٍ أو جسدٍ إنسانيّ واحد , و كذلك حق عظمة الجلال و الكرامة و الجمال لا يقتصر على مكانٍ معيّن في العالم . بل هو حقٌ لكل إنسانٍ أن يعيش في مكانٍ آمن , جميل , كريم . مكانٍ عظيم يعيش فوقه أناسٌ يتكاملون للعظمة .
"
الإنسان يستحق كل عظمةٍ منيرة ( و كل عظمةٍ بدون تواضع يختفي جمالها )
و الأماكن تستحق جمالاً عظيماً ( و جمالها بدون أمنٍ يختفي )
"
جمعتكم عظمةٌ تستحقونها , و عظمةٌ تستحقها الأماكن بحق .
جمعةٌ زاخرةٌ بالدعاء للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى , و لكلٍ بقعةٍ و لكل إنسانٍ بالعظمةِ الجميلة .
و دعوةٌ تتفرد على ساحاتِ الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي .
جمعتكم مُنَارَة بنور البهاء .
كل إنســانٍ يستحق العظمة , يستحق كل شيءٍ عظيم .. كل عظمةٍ منيرة و كل شيءٍ عظيم يرتقي به لا شيئاً عظيماً يجعله محبوساً في قفصٍ مظلم .. يستحق أن يشير الناس إليه بعظمته المنيرة ( و كل عظمة لا يرافقها التواضع يختفي جمالها و تصبح قبحاً ) .
اليوم سأتكلم بلسان القدس , و بدلاً من أن تكون كلمة " أنا " في " أنا أستحق " عائدةً للقارئ , فاليوم القدس تقرأها ليكون الضمير عائداً إليها فتصبح العبارة : " القدس تستحق "
بعبارةٍ أكثر دقة , و قراءةٍ للأحوال التي تدور في العالم , فإن أردنا أن نمركز كل آلام القدس .. يمكننا أن نصل إلى ذلك المكان .. الذي لا يحتاج إلى دليلٍ لنشير إليه بالعظيم .. إنه الأقصى .
المسلمون , اليهود كلاهما يؤمنان بأن هذا المكان مقدّس .
و أنا اليوم أتكلم عن الأقصى لا من وجهةِ نظر دينٍ و لا من وجهة نظر أناسٍ من فئةٍ دينية محددة .. بل من وجهة نظرٍ إنسان يكتب من وجهة نظرٍ إنسانية .
" الأقصى يستحق " أن يكون هادئاً كما يليق بقداسته , أن يكون شفاءً للقلوب كما حقيقته .
أن يكون مقصداً للضائع و التائه , مكان راحة من يبحث عن الراحة , أن يكون مكاناً آمنا لكل من أتى من حيثما أتى .
لا مكاناً يجعل الإنسان مهاناً و لا مكاناً يجعل الإنسان متجبراً .
" الأقصى " يستحق أن يمتلك كل عظمةٍ تحتويها زواياه .
لا أعلمَ ما هو السر المهيب المتمثل في أحجاره و لكن كل من سار في الأقصى يمكنه أن يستشعر عظمة المكان و هيبة قداسته !
" الأقصى " مكانُ عبادة .. و كل إنسان شريفٍ على وجه الأرض يعلم علم اليقين بأن أماكن العبادة أماكن للارتقاء نحو السماء
و كل مكان عبادةٍ " يستحق " الإحترام
" الأقصى يستحق " أن تتوقف تلك المراقبات الغير إنسانية في داخله ! فليس للظالم حقٌ في أن يتجبر و يدّعي حكمه للأقصى !
" الأقصى يستحق " أن تنظف أرضيته و تلمّع , لا أن ترش بدماءِ الناس و يداس عليها ظلماً !
لكلٍ طريقته في التقديس و إظهار محبته للمكان .
و لكن لا يمكن أبداً لعاقلٍ أن يتقبل فكرة منع الناس الفلسطينيين من الدخول لهذا المكان إلا بعد إبداءهم لهوايتهم الشخصية ! بينما السائحون من البلاد الأخرى يدخلون دون مسائلة !
لا أتكلم تحيّزا لطرفٍ معين , و لكن من قانون الإنسانية المنصف هذا الأمر غير مقبول عقلاً
حتى إن جئنا لفلسفية العدل فلا عقلاً و لا تعقلاً الأمر مقبول !
يمنع على من يقطن هناك من غير حاملي العلم الأزرق الذي عليه نجمة سداسية بيضاء أن يتمتع بالعيش الكريم ! فلا البيوت مأمنة و لا البيت ملكٌ دائمٌ لك و لا الأمان حل لك و لا بناء بيتٍ بما تريد من مواد آمنة ميسر لك !
!
بعيداً عن ديانتي التي أنتمي إليها .. أوليس من المعيب أن تدعي إمتلاكك لمكان مقدّس هو ليس ملكاً لك ؟! و تزيد معابة ذلك بمنع العامة من الدخول !
بمعنى آخر : نَفَسٌ مراقب , و تهديدٍ بالموت , و حريةٌ مصادرة .
رسالتي لذلك المكان الذي يقول بأنه يحمي حقوق الإنسان , بتلك المنشآت الإنسانية , بمنشآت العدل و كل تلك المسميات .. الحال وصلَ بأن الإنسانية سُحبت ممن يقطن هناك ! .. الإنسانية سحبت من الأقصى ! الأمان سحب من هناك .. و العيش الآمن يقترب من خط الصفر .
لكل من لا يزال يحمل نفساً إنسانياً داخل روحه الشفافة .. بدون تحيّزٍ عرقي و لا دينيّ و لا لوني ... الحقيقة واضحةٌ وضوح الشمس و الإنسانية تهتكُ .. فأصبح الكثيرون يعيشون في غبار بقايا الحياة و آخرون يتربعون على موائد الظلم !
" القدس و الأقصى " يستحقون بكل جدارة عودة الأمن , عودة الهدوء , عودة ظهور هيبة عظمتهما .
" الأقصى يستحق " أن تمزع صفحة الغابة تلك التي دُبسّت في زاويتها الطاهرة , و أن تبدأ أجنحة الطهر في انتشال غبار تلك الأزمنة التي ماتت فيها الإنسانية .. لتعود بيضاء كنقاء الجمال .
فـ " الأقصى يستحق " أن يرفع رأسه جميلاً كما حقيقته .
الأقصى قماشٌ من ذهب , فريدةُ الجمال , تأبى الرضوخ .. و يمكن لكل من مر عليها ممن عاش في الأزمنة القديمة و ممن زارها حاضراً أن يقصُّ قصة جمالها العظيم .
الأقصى هدوءُ جمالٍ تحكيه أحجاره لكل من يتأملها , و قصة ألمٍ لكل من يسمعها
الحياة , الأعين البشرية و عدسات الكاميرات , حناجر العصافير , أجنحة الطهر , المواطنون , المستعمرون , الأشجار , السماء , و الهواء .
كلهم يعلمون أن " الأقصى يستحق " أن يكون سالماً , منعمّا , مكرمّا , هانئاً , سعيداً يجلب الابتسامة الطاهرة , ناصعاً . .يستحق البهاء , بلوغ حدود السماء , الجلال, يستحق كل هذا منذ زمنٍ بعيد , و يستحق استعادة كل جمالٍ فوراً .
" القدس تستحق " مجداً يهزّ الكلام , فتنزع تلك الأوراق الفارغة , و يبدأ طهر الأفعال الحازمة .
" القدس تستحق " كل عظمةٍ و جمال , فجمالها حقٌ من يعيش اليوم و للأجيال القادمة .
الإنسانية لا تقتصرِ على موجودٍ أو جسدٍ إنسانيّ واحد , و كذلك حق عظمة الجلال و الكرامة و الجمال لا يقتصر على مكانٍ معيّن في العالم . بل هو حقٌ لكل إنسانٍ أن يعيش في مكانٍ آمن , جميل , كريم . مكانٍ عظيم يعيش فوقه أناسٌ يتكاملون للعظمة .
"
الإنسان يستحق كل عظمةٍ منيرة ( و كل عظمةٍ بدون تواضع يختفي جمالها )
و الأماكن تستحق جمالاً عظيماً ( و جمالها بدون أمنٍ يختفي )
"
جمعتكم عظمةٌ تستحقونها , و عظمةٌ تستحقها الأماكن بحق .
جمعةٌ زاخرةٌ بالدعاء للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى , و لكلٍ بقعةٍ و لكل إنسانٍ بالعظمةِ الجميلة .
و دعوةٌ تتفرد على ساحاتِ الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي .
جمعتكم مُنَارَة بنور البهاء .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق