جمعتي ( أنا ) .








السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بخير .
أعتذر بحق على التأخر بهذه التدوينة " و لكن لا يزال اليوم هو يوم الجمعة لذا سأحاول إدراك ساعات يوم الجمعة الأخيرة و ألتمس منكم العذر .


" جمعتي أنا " , أخترت هذا العنوان لأنه ببساطة يشرح ما أشعر به .. جمعتي أنا تعني أنها جمعة سأصبغها بلونٍ أختاره أنا , جمعتك أنت من تصبغها , و جمعته هو من يصبغها .. كلٌ له حق إختيار اللون الذي يريد أن تصطبغ به جمعته .

بالنسبة لي , كان الأمس يوماً مميزاً بحق .. حصلتُ على رحلةٍ رائعة جداً ! زرتُ أماكن جعلت قلبي يبتهل بالسعادة و لا يزال , سمعتُ كلاماً جميلاً و تعلمت أموراً أجمل , كانت رحلةً مبهجةً للقلب , مرسّخةً للفكر , روحانيةً للروح , رائعةً بحق .. كانت رحلةً من إحدى الرحلات التي تعلقت روحي بها . 
معلومةٌ من الكثير الذي تعلمته بالأمس : الإنسان يمكن تقسيمه إلى قسمين : جسم مادي , و جسم روحي .. الجسم المادي له احتياجاته و رغباته , و لهذا الكيان المادي خلّق الله أموراً كثيرةً بشكل مبدع لتوفّر إحتياجاته .. لنأخذ جزءاً صغيراً من كذا الكيان المادي , فلنأخذ عضو المعدة مثلاً .. فهناكَ أصنافٌ كثييييرة , منوووعة و لكَ ان تختار منها ما تريد أن تسدّ به حاجة المعدة للطعام , بل و هناك ألوان متعددة للصنف الواحد من الطعام فالتفاحة مثلاً تجد منها اللون الأحمر و الأخضر و الأصفر .. الجسم المادي مدلل بما يكفي , و له الكثير من الأمور التي خلقها الله سبحانه و تعالى بشكل و عدد مدهشين ! و نحن بنو البشر نحب أن نهتم لما نأكل و لنظافته و جودته و خلوه مما يعود علينا بالضرر .
الجسم الروحي كذلك يحتاج أن يعبّأ فهو كذلك له إحتياجاته .. فهو يحتاج لأن يمتلئ بالمعارف و أن يسمو قرباً من الساحة النورانية الإلهية , و كما كان للجسد المادي مخلوقاتٌ مدهشة منوّعة للإختيار , فللجسم الروحي أيضاً أمورٌ كثيرة .. فهناكَ معارفُ كثيرة , عباراتٌ كثيرة , معلوماتٌ كثيرة , طقوسٌ كثيرة لمعرفة الخالق و عبادته , و نظرياتٌ كثيرة .. العقل و الروح وعاءٌ كما الكأس وعاء مهما كان فارغاً من الماء الذي يروي فهو سيبقى ممتلئاً لأن الهواء سيأتي ليملأه , فالعقل و الروح إن لم يمتلئا بالشيءِ الصحيح سيأتي شيءٌ خفيف لا وزن له ليملأ المكان فيكون وفقاً لذلك تصرفات الإنسان و شخصيته لا وزن حقيقيَ لها بل بمعنىً أدق لا أرضيةَ حقيقية تقف عليها و تستند عليها . 
 خلاصة المعلومة : كما نهتم بما ندخله للجسم المادي و حينها نحن المسؤولون عن ماذا سيحدث لصحتنا و حياتنا , فنحن مسؤولون بما ندخله للجسم الروحي و التحري عن دقة و صحة ما ندخله فيه لكي لا تكون حياتنا التي نعيشها هباءً منثوراً تضيع في مهب الرياح كما يضيع ما كنا نعتقد أنه صحيح مع كل المعلومات الخاطئة الأخرى إلى عالمٍ آخر بلا عودة .  



لذا جمعتي أخترت أن أصبغها بصبغة الحمد =) فقد تلطف عليّ الله بكثيرٍ من الأمور التي لم أحسب لها حضوراً , ف بحق حممممدٌ لا ينتهي لكَ يا الله .

بالنسبة لكم فلكم الحق بإختيار الصبغة التي تريدونها , صبغة حمد , استغفار , تسبيح , تهليل , دعاء , ابتهال , مناجاة , خشوع , لطفٌ نوراني , سؤال للحفظ , علم , عملٌ بما ينفع , تخطيط لحلم يسمو بكَ في الدنيا و الآخرة , توبة , حساب للنفس , صلاة , نظرة إحترام للوالدين و من هم حولك , غشاء رحمةِ أدعية تهديه لشخصٍ ما . و تذكروا أن تعيشوا وقتاً من يومكم بكل حواسكم مع الصبغة التي اخترتموها .


جمعتي أنا , جمعة حمد . 
جمعتكم أنتم , جمعة جميلةٌ بإذن الله .
جمعةٌ نقف فيها بثبات على أرضيةٍ نتأكد من دقتها و ثباتها , جمعةٌ علمٍ من المهد إلى اللحد ستبقى أرواحٌ كثيرة تطلبه , و كثيرةٌ هي تطلبه بالفعل و تعمل به .
 جمعةٌ لا تخلو من الدعاء للشهداء و الموتى و للأحياء , و لا تخلو بالدعاء الذي تتفرّد به : دعاءٌ لتعجيل الفرج الإلهي . 


جمعتكم مباركة .











ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق