جمعة حسرة


السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكون قلوبكم مربوطاً عليها بالطمأنينة و النور.
جاءت في رأسي مواضيع كثيرة لأكتب عنها اليوم , عن الهمة , عن النجاح , عن العروج , عن الآخرين , عن الوفاء , عن الدروس , عن و عن و عن ...
و لكن لم أشعر بداخلي أن أياً منها أستطيع الكتابة عنه اليوم , فـ فاقد الشيء لا يعطيه
لذا اخترتُ ما  قد أكتبه أفضل من غيره , و اخترت العنوان .


الحسرة على فواتِ أمر , على ضياع أمر , على التفريط في أمر , ... أفعالٌ و أقوال قد تجلب الحسرة إن تم فعلها و قد تجلب الحسرة إن تم التفريط بها ..
الحسرة على إضاعة الوقت .. بمعنى كلمة إضاعة الوقت !
الحسرة على الكلام الكثير ( البربرة ) .. و عدم العمل بالكلام الذي لو فعلته لكان اختصر كل ذلك !
الحسرة على تفويت الفرص و تفويت إستغلالها في ما يقربني من هدفي !! :"
الحسرة على ألفاظٍ أو نبراتٍ خرجت في غير وقتها !
الحسرة على جرح مشاعرهم رغم عدم النية في جرحها !
الحسرة على عصر الليمون على جرح أحدهم بدون قصد !
الحسرة على عدم إكمال المشوار بما بدأ !
الحسرة على شعورٍ بالكِبَر أحسست به و لو لبرهة !
الحسرة على كوني سبباً لحزنِ أحدهم و لو من غير قصد !


الحسرة على إهمال الوعد الذي تجدد أربعين صباحاً !
الحسرة على التخييب !
الحسرة على عدم الاعتبار بعد سماع أصوات التأريخ !
الحسرة على عدم ضبط أوقات التكلم !
الحسرة على كل ذلك التأجيل و النوم الذي تلته الحسرة !
الحسرة على الدموع !
الحسرة على الاعتذارات التي لم تصل !
الحسرة على كل المساعدات التي أتيحت لي فرصة تقديمها و لم أفعل !
الحسرة على عدم توظيف تلك القدرة في الهدف !
الحسرة على عدم الرؤية !
الحسرة على عدم التغيير بعد الحسرة !
سأعاود المجيء لهذه التدوينة لاحقاً لأرى هل بقيت الحسرة على عدم التغيير بعد الحسرة أم أن الخطوات بدأت تغير هذه الحسرة ..


قد تكون تلك حسراتٍ شخصية و قد تكون واحدةً منها حسرةً عانيتم منها أيضاً .. أياً يكن العدد , انتبهوا من الوقوع بها لكي لا تنالكم الحسرة فطعمها مرٌّ جداً .. مرٌ جداً ..
لربما تفيدكم نقاط حسرتي في تفاديكم حسرةً مستقبلية .



دعواتنا لكم بأهداف تسيرون في تحقيقها .
و مصائر مطمئنة مُسلَّمةً بيد اللطيف الخبير ..
فكل المواقف ما هي إلا كقطعة قماشٍ أتيحت لنا لننظف أرواحنا لتصبح نوراً , فلا تحصر آمالك في نفقٍ ضيفٍ مظلم , بل افتحه نحو أفقٍ فضائه تملأه الأنوار .


جمعتكم حسراتٌ تذهب و تحل محلها آمالٌ تتحقق
جمعتكم دعاءٌ لكل مظلومٍ و مستضعف .. للشهداء و الموتى , الأحياء و المرضى و كل محتاج ..
و دعوةٌ تتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من أنصاره .
جمعتكم وفاءٌ للدروس المستخلصة من السواد ..
جمعتنا حسرات نتعلم منها أن نتفادى مرارتها في المستقبل ..




هناك تعليق واحد:

  1. غير معرف12:11 م

    و حسرةٌ على تطبيقاتٍ تم تنفيذها قبل حين وقتها وِفقَ المعادلة ,و قد كانت نتيجتها سلباً .

    ردحذف