جمعة صناديق العمر ..





السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا مالكين لصناديقٍ ممتلئةٍ بالجمال ..


إن لحظات العمر هذه، تكون على شكل صناديق يوم القيامة، عندما توضع الموازين في المحكمة الإلهية؛ فكل ساعة تمثل صندوقاً، وتفتح هذه الصناديق واحداً تلو الآخر للحساب ..


الذي قدم للأمام، عملاً بهذه الآية : ﴿وَ لْتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ ﴾
فإنه يجد الصناديق مليئة بالجواهر، ويبعث على الفور إلى النعيم ..
و كلما فُتح صندوق ورأى هذه الجواهر؛ تهلل فرحاً


وبعض الصناديق يخرج منها النتن، وهي ما عمله من الحرام .. 
ويا له من موقف حينئذٍ!..فالإنسان كم يستحي أمام الله عز وجل!.. في الدنيا عادة الإنسان عندما يخجل يقول: ذبت خجلاً.. ولكن يوم القيامة، لا يقول: تمنيت أن أذوب خجلاً، بل: ﴿وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنتُ تُرَابًا﴾.. يتمنى لو كان أذل شيء في الوجود وما كان بشراً، يتمنى لو كان التراب الذي يدوسه برجليه على الأرض!..



 إن معظم صناديق المؤمنين لا يغلب عليها النتن، لأنه مؤمن .. ولا تغلب عليها صناديق الجواهر، لأنه ليس في طاعة دائماً..
ولكن المصيبة في الصناديق الفارغة!!فلا هي جوهرة ولا جيفة، أعمارنا هكذا!..

 فمن ينام بلا نية ثمان ساعات - والبعض ينام عشر ساعات- هذه الثمان ساعات لا هي جيفة ولا جوهرة، هي صناديق فارغة.. والذي يأكل بلا نية؛ هذه الساعات التي يمضيها؛ .. هي صناديق فارغة..
 والذي يعمل بلا نية ثمان ساعات في الدوام -إذا لم يرتكب الحرام- .. هي صناديق فارغة..

إذن، ماذا بقي من صناديق الجواهر؟  ... فيا لخسارة الإنسان


قال النبي محمد (صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم) :
" إنه يُفتح للعبد يوم القيامة على كلّ يوم من أيام عمره، أربعة وعشرون خزانة عدد ساعات الليل والنهار
فخزانة يجدها مملوءة نوراً وسروراً، فيناله عند مشاهدتها من الفرح والسرور، ما لو وُزّع على أهل النار لأدهشهم عن الإحساس بألم النار، وهي الساعة التي أطاع فيها ربه..
ثم يُفتح له خزانة أخرى، فيراها مظلمة منتنة مفزعة، فيناله عند مشاهدتها من الفزع والجزع، ما لو قُسّم على أهل الجنة لنغّص عليهم نعيمها، وهي الساعة التي عصى فيها ربه..
ثم يُفتح له خزانةٌ أخرى، فيراها فارغة، ليس فيها ما يسّره ولا ما يسوؤه، وهي الساعة التي نام فيها أو اشتغل فيها بشيء من مباحات الدنيا، فيناله من الغبن والأسف على فواتها حيث كان متمكّنا من أن يملأها حسنات ما لا يوصف، ومن هذا قوله تعالى: ﴿ذلك يوم التغابن﴾
- بحار الأنوار , ج7 , ص262 


الكلمات بالأعلى هي اقتباسات من محاضرة ملهمة جداً لاستخدام الوقت كما ينبغي .. للشيخ حبيب الكاظمي .. 
  ساعاتك هي مهرُ سعادتك .. فاحرص عليها   =) 


و جواهرُ تضاف إلى الصندوق .. 
بدعاءٍ من القلب للشهداء و الموتى .. الأيتام و الأحياء و المرضى .. و كل محتاجٍ لدعاء .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية .. بتعجيل الفرج الإلهي ..
و أن نكون من أنصاره و من الممهدين له ..


جمعتكم صناديق جواهر ..
بل أيامكم كلها صناديق تمتلأ جواهر ..
جمعتكم مباركة .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق