جمعة إلهام



 

 
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا من المُمَهِدينَ لجمال الكونْ .
 
كلٌ منا يستلهمُ شيئاً من شيءْ .. فمثلاً كثيرون يستلهمون الهدوء من مراقبة البحر .. كثيرون يستلهمون كلمات قصائدهم من الجلوس في الانعزال من الآخرين , كثيرون يستلهمون الطمأنينة عند أكل الآيس كريم , و كثيرون يستلهمون الفرح عند مساعدة الآخرين ..
 
 
حينما تود أن تكتب , ماذا يلهمك لتكتب ؟
حينما تغيّر شيئاً في حياتك , فما الذي ألهمك هذا التغيير ؟
حينما تريد أن تقرأ , ما هي الأجواء التي تلهمك القراءة ؟
حينما يأتيك مزاجٌ لتصَمِمْ , ما هو الشيء الذي يلهمك لتصمم ؟
حينما تكون حزيناً , و فجأة تبتسم , ما الذي ألهمك ؟
حينما تصبح ناجحاً , فما القصة التي قد ألهمتك و أثرت بكَ يا ترى ؟
 
و لكن مهلاً .. إلى الآن تحدثت عما يلهمنا فقط .. فلننتقل إلى الإلهام الذي أود أن أتحدث عنه ..
 
  
 هناكَ أمورٌ عابرةٌ تلهمنا , قد نرى ابتسامة طفلٍ في الطريق فتلهمنا لننشر السعادة يومها ..
و لكن هناكَ أمورٌ تتجذرُ في الأعماق تماماً , فيكون تأثير إلهامها لنا أعمق , أكثر , و تكون استجابتنا له تدوم لزمنٍ أطول ..

كلٌ منا يمكن أنه قد كان ملهماً لشيءٍ في حياةِ شخصٍ ما, في مكانٍ ما , في زمنٍ ما ..
قد تكون بإيجابيتك ألهمت شخصاً ليتخطى صخرةً صغيرة في طريق حياته كان يظنها جبلاً !
قد تكون بابتسامتك الدائمة ساعدت في تضميد جرح شخصٍ ما , فألهمته أن يكون سبباً في تضميد جراح الآخرين أيضاً !
قد تكون بمصداقيتك و أمانتك قد ألهمت الكثيرين بأنه يمكن التخلي عن الكذب و السرقة .. فتغيّرت حياتهم للأفضل بسببك !
قد تكون بتلاوتك الكتاب المقدس بخشوع تلهمُ من حولك ليعرجوا بأرواحهم بعيداً عن وحل هذه الدنيا !
قد تكون بكلمةِ حقٍ واحدة .. تلهم الكثير للسير على طريق الحق و إن كان طويلاً ! بكلمةٍ واحدة من القلب !
قد تكون بتصرفاتك البسيطة , تلهم الآخرين ليقوموا بما (يظنونه) مستحيلاً !



أفعالك الصغيرة , المتكررة , التي تظنها عادية .. كلما كانت أكثرَ نوراً .. كلما كانت قادرةً على صنع معجزة الإلهام ..

كما هناك أمور عابرة تلهمنا إلهاماً مؤقتا , و أمورٌ متجذرة تلهمنا إلهاماً عميقاً و تغييراً كبيراً ..
فأيضاً قد يكون إلهامنا للأشخاص إلهاماً صغيراً , و ربما يكون إلهاماً متجذراً ..
لذا مهما كان حجم شمعتنا التي تنير دروبنا .. فلننر بها دروب الآخرين , فتكبر شيئاً فشيئاً لتكون شيئاً يسبب تغييراً كبيراً و إلهاماً متجذراً ..

 

منذ تاريخٍ قديم , حدثٌ قديم حصلَ في سنة 61هـ .. ألهمَ الكثيرين الكثيرين .. ألهم فلاسفةً و مفكرين , أناساً عاديين , أناساً محاصرين , جيوشاً منهكة , فردٌ متذبذب بين أن يقول الحق أو الباطل , شخصٌ يتساءل عن الحقيقة , و كثيرٌ كثيرٌ ! و لربما أكثر مقولةٌ مشهورةٍ هي مقولة غاندي في ما ألهمه ذلك الحدث .. " تعلمت من الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر " ..

أينما كنت و بما تستطيع , كما ألهمت شخصاً يوماً و إن لم تعلم .. كن ملهماً اليوم أيضاً ..

دعواتٌ للشهداء و الموتى , دعواتٌ للأحياء و المرضى .. و لكل من ألهمنا يوماً و لكل محتاج ..
و لمن يلهمنا الأمل دوماً .. دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .

جمعتكم إلهامٌ إليكم , و إلهامٌ منكم .
جمعتكم مباركة .









 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق