السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم و أنتم على مائدة الكرم الإلهي ؟
وسط كل هذه الأفراح , وسط كل هذه الألوان , وسط كل هذه الأحزان , وسط كل هذه الهموم , الأتراح , السعادات , المشاكل , الأيدي , بل وسط كل هذه الحياة ! يأتي صوتٌ يصدر من داخل كل شخص ..
من هو أو ما هو , الذي يجعلك تبتسم من أعماق قلبك وسط حزنك ؟ الذي يجعلك تبتسم وسط همّك ؟ الذي يجعلك تطمئن وسط مشاكلك ؟ الذي يساعدك و يقوّيك حينما تتعثر ؟ .. من هو أو ما هو , الذي يجعلك تبتسم بنفس القدر حينما تفرح و حينما تتألم؟ أجل ستبتسم جداً في فرحك و لكن من هو أو ما هو الذي سيجعلك تبتسم بنفس القدر في الفرح و الحزن ؟ الذي يجعلك تبتسم في كلا الحالتين حينما تكون مهموماً أو بلا هموم ؟ الذي يجعلك مطمئناً في بداية مشكلتك و وسطها و عند حلها بنفس القدر ؟ بالطبع ستكون مطمئناً حينما تحل المشكلة , و لكن ما هو أو من هو الذي يجعلك مطمئناً بنفس الطمئنينة عند بداية المشكلة و وسطها ايضاً ؟!
حينما تجدون إجابة واحدة لا تتغير عند الإجابة على كل الأسألة
, فاعلموا أنكم وجدتم السعادة و احذروا من أن تفلتوها , و إن لم تجدوها بعد .. فاسعوا لإيجادها .
نفس الإجابة أيضا هي نفس الإجابة هنا :
من هو أو ما هو , الذي يؤنسك في وحدتك و يغنيك ذكره عن كل من هم حولك , عدتك في كربتك , صاحبك في شدتك , وليّك في نعمتك , يؤمن روعتك , يقيل عثرتك , منقذك و غوثك في شدة يأسك , من يبقى معك في قمة أفراحك و في أظلم حزن تعيشه . عند معرفته سينتهي زمن تعدد الأمنيات , و ستكون هناك رغبة واحدة . , رفيقك في سفرك و ترحالك , يشدّ على قلبك فتكون أقوى من الأمس , راحتك في أنينك , يقذف في قلبك حِنِيَّةً لا تنتهي , يعلّمك , يرشدك , يصاحبك في أحضارك و أسفارك , يغرقك عطاياً لا أظنك قادراً على عدها ..
حينما تعرف الإجابة .. قلبك سيقول بمشاعرٍ صادقة لا مشاعر لحظية تتغير مع تغير الأجواء المحيطة .. سيقول و كله يقين بدقة صحة ما يقول .. سيقول و كله عشق .. و المحظوظ من يقولها قلبه مع دموع صدقٍ تنهمر من عينينه .. سيقول حينما يجد الإجابة " غيرك حاجةً مالي " .
أول يوم جمعةٍ من شهرِ رمضان , لا تنسوا أن تأخذوا منه فوق ما تريدون .. لا تنسوا إرسال شيءٍ من هذا اللطف العظيم إلى موتاكم , و لا تنسونا من دعائكم .
لا تنسوا في مثل هذا اليوم العظيم من الشهر العظيم الشهداء و الموتى , الأحياء و المرضى و كل محتاج من دعائكم الطاهر .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفَرَج الإلهي و أن نكون من الممهدين له .
جمعتكم مباركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق