السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا ممن يستمتع بالحمد .
إنطلاقاً من الكون الأكبر , وصولاً إلى الغلاف الجوي للكرة الأرضية , تغلغلاً إلى تفاصيل الحياة اليومية , و انذهالاً بقطرات المياه التي تتساقط .
في كل كل كل مكانٍ , نرى عجائبَ كثيرةً جداً .. جداً .. جداً .. جداً بشكل مذهل !
آلاءٌ جمّة ضعفت ألسنتنا عن إحصائها و نعماءٌ كثيرةٌ قصرت أفهامنها عن إدراكها فضلاً عن استقصائها ..
لو عشت يوماً كاملاً بتمامه فقط لتأمل النِعَمالتي تمر بها على طريقك .. لما انتصف إلا و الذهول يعتريك ... ستكتشف أن قطرات الندى بحدها إعجاز و الباب الذي يؤصد بلا مشكلة لهو كنزٌ عظيم , ستدرك بكل خليةٍ من خلاياك أن القدرة على التفكير شيءٌ عظيم ! , سترى تفاصيل لم تكن تعرها إهتماماً .. سترى لأول مرة ربما قطةً تساعد عصفوراً على إيجاد بيضته , سترى فقيراً يعطي ما اكتسبه لمحتاج .. و يا للعجب كيف لهذه الأمور أن تحدث ؟ أوليس الأعجب أنها كانت أمامك و لكنك لم تكن تراها ؟ !
الطريق لاكتشاف النِعم طريق ليس بطويل .. بل طريقٌ عميق .. يحتاج منك البصيرة أكثر من احتياجه للبصر , ففي كلا الطريقين في الصور المرفقة بالأعلى نِعَم كثيرةُ بحد ذاتها ! , الهواء النقي فالأولى في مكان محاط بالأشجار و الأخرى في مكانٍ مفتوح .. كلاهما يحتويان على الضوء , كلاهما يحتويان على طريقٍ ييسر دربك , هناك شعورٌ خاصٌ بالطبيعة يعطيك إحساساً بالارتياح فالأولى بطبيعة الأشجار , و الأخرى بوسع أفق الرؤية للسماء .. الهدوء و التأمل .. الراحة و الطمأنينة , فضلاً عن ما تشعرون به من جمال لربما لم أكتشفه .. فضلاً عن ما لا نستطيع رؤيته أو اكتشافه بالبصر فقط , بل حينما نكون في داخل عمق الصورة سنجد جمالاً أرفع مما كنا نتوقعه من خلال نظرنا للصورة فقط .
وجودٌ من يساعدنا , وجود من ينير طريقنا , وجود من يبتسم في وجوهنا , وجود من نرتاح لهم , وجود من يشد على أكتافنا ليجعلنا نتيقن أن الخير لا يزال موجوداً , وجود من نعرف أنه سيستمع لنا , وجود كل تلك الجمالات حولنا من كل شخصٍ يحتوي من الفضائل ما يحتوي ..
كل هذا .. نِعَمٌ حينما تتأملها و تتخيل فقدها يمكنك أن تبكي حمداً على وجودها .
وجود كل تلك المناظر و كل تلك الطاقات التي تبعث على الراحة .. وجود كل تلك التفاصيل المميزة , وجود كل تلك الميزات التي تميّز مكاناً عن آخر .. وجود ذلك الشعور بالمتعة في اكتشاف الطبيعة المختلفة لتضاريس دولةٍ أخرى .. التراب لوحده نعمة , النبتة نعمة , الوردة نعمة , الإضاءة نعمة , الهواء نعمة , الماء نعمة , البيض نعمة , القدرة على التنفس نعمة , القدرة على اكتشاف ذلك نعمة , و حمد الخالق على ذلك كله نعمةُ من أجمل النِعَم .
وجود الأماكن المقدسة و القدرة على الدعاء و الصلاة , القدرة على العروج بالروح عالياً و تنقيتها , القدرة على الوصول إلى أعماق النفس و ترويضها , القدرة على جعل اللسان يلهج بالدعاء , و جعل القلب ساحة قدسٍ أخرى , القدرة على المسير إلى الضياء و البهاء , القدرة على الوصول و الحمد
.. و لئن شكرتم [ لأزيدنكم ] .. خِطابٌ قدسي من الإله الرؤوف الرحيم و وعدٌ حتميُّ الوفاء , فهنيئاً لكل من تعطّرت أيامه بالحمد و الشكر فازداد رفعةً و زاداً و جلالاً .
.. و لئن شكرتم [ لأزيدنكم ] .. خِطابٌ قدسي من الإله الرؤوف الرحيم و وعدٌ حتميُّ الوفاء , فهنيئاً لكل من تعطّرت أيامه بالحمد و الشكر فازداد رفعةً و زاداً و جلالاً .
و أجمل أمنياتي لا أزال انتظرها , و لا أزال ألهج بالحمد قبل مجيئها .. إلهي فاجعل حمدي لكَ سرمدياً لا انتهاء له , قبل اليوم و بعد اليوم و إلى زوال جسدي و إلى يوم المحشر و إلى الخلود الأبدي .. فأنا لا أرى و لم أرى من يستحق الحمد و تنتهي كل الأمور بالحمد له سواك خالقي .. فبتلطفك علي اجعل حمدي يرتقي لمقام رضاك .
إلى كل من يقرأ هذه الجملة .. كل خليةٍ فيك نعمة , بل كل نواةٍ بأجزائها الأصغر نعمةٌ عظيمة جداً ! فلو نقص شيءً واحد فقط منها لاختلت اللوحة كاملة .. كل شهيقٍ و زفيرٍ هو نعمة , و كل نبضةٍ ينبضها قلبك لهو نعمة .. فكلاهما يمنحانك وقتاً أطول للاستزادة من الحسنات حتى تحصد أكثر ما يمكنك جمعه منها .. كل ذرة هواء حولك هي نعمة كبيرة كبيرة كبيرة ! فكلما تقلص عددها كلما ازدادت حاجتك لذراتها .. عقلك و ما أدراك ما عقلك .. يمكننا أن نسميه الحظ الأوفر الذي تمتلكه , فهنيئاً لك على هذه النعمة العظيمة .
كل شيءٍ فيك , كل شيءٍ يحيط بك ! كل شخص أياً كان فهو نعمةٍ وُضِعَت في طريقك إما لتسير معها نحو الضياء أو لتكون امتحانا لنورك الداخلي فيزداد نورك نوراً كلما استطعت الخروج من البلاءات بنجاح .. أو شخصاً كان وجوده سببا لتعليمك شيئاً جميلا إما بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ربما ....... كل ذرة , كل تفصيل , كل شيء هو نعمة
فكيف بالنعم أن تحصى ؟! و كيف للشكر أن يوازيها عددا ً ؟ .. كما أن النعم لا تحصى فاجعل إلهي حمدنا حمداً لا ينتهي , حمداً سرمديّ الخلود , و أبديّ الجمال ..
هنا مناجاة الشاكرين , كلماتُ حمدٍ تعجز الألباب عن وصف جمالها .. مناجاة خرجت من أعماقِ قلبٍ طاهرٍ عارف .. و قُرأت بصوتٍ خاشع .. http://youtu.be/XTiKjY9pnbU .. و هنا رابط آخر لنفس المناجاة المهيبة http://www.youtube.com/watch?v=ZSWiBJyk690
دمتم شاكرين للخلق جمال أخلاقهم و تصرفاتهم
و دمتم شاكرين للخالق كل النعم ..
جمعتكم دعاءٌ للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى و المحتاجين و الجرحى ..
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي و أن نكون من الممهدين له ..
شكراً للقراءة جميعاً
جمعتكم مباركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق