السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا ممتلئين بهالةٍ من النورانية المستمدة من السماء .
نورٌ بعد نورٍ أضاءوا في حياتي الكثير ... و كل نورٍ يحتوي على طريقٍ من الجمال الخالص الذي يرشدني إليه , و في ذلك الطريق سفينة ضخمة تستقبل الوفود طوال الوقت لرحلةٍ من النور الذي لا نهاية له .
و تعلمت من هذه الإنارات التي لم يكن لها مثيلٌ أن أقف عند كل إنارة و أحاول إعطاءها من الوقت ما تستحق , حتى تكون إنارةً أحتفظ في عقلي و قلبي جيداً و تكون معي دوماً .
[إنارة من بحر أنوارٍ كثيرة رأيتها في حياتي هي هذه الاقتباسة الروحانية :
" ليست العبادة كثرة الصيام و الصلاة , و إنما العبادة كثرة التفكر في أمر الله "
للإمام الحسن العسكري عليه السلام .]
في رحاب العيش تحت سماء فاطر السماوات و الأرض نجد الكثيييير من الأمور الضخمة المدهشة و الكثيررر من التفاصيل الرائعة !
لذا لن تجد صعوبةً في أن تجد زاوية التفكر , و لكن ما يجب عليك إعداده أولاً هو إفراغ قلبك و عقلك للتفكّر حقاً و رؤية العظمة المدهشة المختزنة في هذه الأمور .
لحظات طيران الأمور إلى السماء لحظاتٌ مدهشة , و منظر السماء يدعو للتأمل , يدعو للجلوس وحيداً لبرهة و إلتقاط تلك اللحظات لتخزينها في أعماق الدماغ .
الطبيعة الخضراء , الأعشاب و الرمال , الجبال و الغيوم .. البعض يفضّل نقل سكنه إلى هناك ليطّل على كل هذا الجمال يومياً في رحلةٍ للتفكر المستمر التي يقوم بها عقله أسواءً إرادياً أم لا شعورياً
الغابة و المظلات الإستوائية من الظلال المنسدلة من تزاحم أوراق الشجر في الأعلى , أصوات العصافير و تسلق السناجب , إلتفاف الأغصان و تشابه الألوان , في لوحةٍ فريدةٍ من الجمال
عقلُ الإنسان و ما يستنتجه من أمور و حقائق و إدراكات , بل حتى و ما يركبّه و ما يصنعه .. كل هذه التعقيدات و الارتباطات التي تحصل في داخل الجمجمة من الاتصالات العصبية أمورٌ مدهشة , و نلمس في واقعنا كل تلك الأمور المدهشة التي توصل إليها الإنسان بعقله المذهل
إلتقاء البحر بالرمال , إلتقاء الماء باليابس , و مراقبة الشمس لهذا المنظر من الأفق .. كل هذا فضلاً عن الإسترخاء العجيب الذيي يجلبه .. يجلب معه صدىً للغفوة من الدنيا للحظات و مراقبة هذا المنظر بهدوء .
تجمّع الطيور و رفرفة أجنحتها , إستخدامها لطبقات الهواء بحكمة لتسهيل عملية الطيران , و سرعة لحاق الطير المتأخر للمجموعة .. تجتمع مع أصوات الهواء الهادئة لتشكّل منظراً بديعاً بحق .
نفسٌ عميق , و قفزةٌ روحية تخرج من الغلاف الجوي .. و هناكَ سنجد عالماً مذهلاً يفوق عوالم إدراكاتنا السطحية ! عالمٌ واسع , أكبر من الأرض , أضخم من الشمس , و تبعد بيننا و بينه مليارات السنوات الضوئية ربما و أكثر ! عالمٌ تنعدم فيه الجاذبية الأرضية , تأملٌ لضخامة ذلك العالم , و تفكر في جزيئاته و جماله الغامض .
بقعةُ إضاءة , هدوءٌ , و صورة .. دقائق خالصةٌ للتفكر في خلق بديع السماوات و الأرض , حينها آفاقٌ من اللا نهاية تُفتح لبوابات عقولنا .
سمادٌ و بذرة .. ينتجون ما يمكنك أكله , ما يمكنه ارتداءه , و ما يمكنك أن تستظل به يوماً ما .. و قد يكبر هذا الإنتاج ليكون شجرة ضخمة تفوق طولك بأمتار .
هذه البذرة الصغيرة , بكل تفاصيل خروجها من الأرض و ميلانها مع نسمات الهواء , بكل مراحل نموها و تفتح أوراقها .. بكل تفاصيلها إنها تستحق التأمل و لو للحظات .. فجمالها يبعث على الراحة فضلاً عن جمالها .
فلنتعمق قليلاً في الأرض .. تحديداً بالمحيطات , و لنصل إلى الماء , و لنأخذ قطرةً منه و نتفكر فيها ! فهي بجزيئاتها و خواصها المميزة عن السوائل الأخرى عالمٌ آخر ! منظومة حياةٍ تسير في داخلها من كل تلك الجزيئات الصغيرة المشكّلة لها لتحافظ على تماسكها و كونها " قطرة ماء " .. و هكذا هي الأمور الضخمة الأخرى , تفاصيلها الصغيرة عالمٌ مذهل كجمال الأمور الضخمة أيضاً !
تلك الأماكن .. تلك المراحل .. و تلك الذكريات , حياتنا بتفاصيلها تستحق التأمل , فلكل أمرٍ حكمةٌ مخبأة قد لا نستشعرها إلا بعد عدد من السنين حينما نتفكر بما كنا و ما صرنا إليه اليوم .
تلك النباتات التي تنمو وسط الصخور , بلا عنايةٍ من الإنسان .. تظهر لوحةً متفردةً , بسيطة , رائعة .. تدعو العلماء للتفكر بالعوامل و الخصائص و الجو المحيط بها و التدقيق في عظمة بارِئ هذا الجمال , و تدعو من يحب أن يراقب بصمتٍ من بعيد أن يتأمل في عظمة الخالق في كل مكانٍ في هذه الأرض .
التفكّر في تلك القدرة العجيبة في العين , التي لا أعلم خطوات القيام بها , و لكنها تحصل بمجرد التفكير في القيام بها !
تلك الحركة التي تجعلنا تارةً نرى القريب بوضوح و ما خلفه غير واضح , و بحركةٍ مدهشة يمكننا قلب المشهد لنرى ما في الخلف واضحاً و ما هو قريب غير واضحٍ كما كان .
كما هي فكرة الـ " ماكرو " للتصوير بالكاميرات .
التأمل و التفكّر بتلك المخلوقات التي تعيش معنا على الكوكب , و بحياتها , بروعة خطواتها و إدراكها .
التأمل بالصحراء , بالجبال , و المساحات الخضراء , بالأشجار و الأوراق الملوّنة , بإشراقة الشمس و ألوان السماء .
التأمل بصور الفضاء و المجرّات , معرفة فرق الحجم بين المجموعة الشمسية و المجّرة ! بل و معرفة حجم الأرض وسط هذا الكون الوسع ! , التأمل يدعو إلى التسبيح للخالق الأعظم الذي خلّق كل شيءٍ بعظمته ! .
تلك الأماكن الجميلة تحت طبقات أمواج البحار المتلاطمة , تلك المخلوقات التي تعيش في الماء , تأملٌ في شكلها و ألوانها و حياتها , و متى تتحرك و كيف تدافع عن نفسها , كل تلك ألغازٌ و تأملاتٌ تأخذ إلى عالمٍ مدهش .
التأمل في كتابات الآخرين للاستفادة من تجاربهم , و للتفكر في الحياة بمنظورٍ أوسع و أجمل .
و القراءة هي أحد الأمور التي يمنح الإنسان حينما يقرأ و يتفكّر فيما هو مكتوب الكثيرَ من الجمال الداخلي و الثقة الرائعة , لأنه يكون محملاً بخبراتٍ أكثر و استعدادٍ أكبر لمواجهة الحياة .
التأمل في الظل و النور , و تشكّله مع كل حركة ليكوّن دوماً جمالاً . يلمع بريق أعين الأطفال حينما يكتشفون هذا الأمر و يحاولون التحرك من جهةٍ لأخرى لملاحظة الفرق .. إنه عالمٌ من الخطوط و الألوان المدهشة , يغوص في أعماقه رسّامو اللوحات و ملتقطو الصور و الكثير من الناس المدهشين .
التأمل و التفكر بابتساماتِ الرضا الجميلة التي تطبع على وجوه الناس في مشارق الأرضِ و مغاربها , فتلك الإبتسامات حتماً تحمل خلفها تجاربَ و إيمانات بما هو أجمل , بل و تختزل فيها ثقةً تمنح من يراها يقيناً بأن مالك هذه الإبتسامة يحمل من العظمة بداخله شيئاً جميلاً .
" اجعل لك دقائق في اليوم خالصةً للتفكر في خلق الله و أنت منفرد بنفسك , ليزداد إيمانك و يعظم يقينك " #مما_قرأت
اجعل قلبك مستعداً , هيء عقلك , نفسٌ عميق .. و انطلق في رحلة التفكر الخاصة بك .
[جمعتكم دعاءٌ للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى و المحتاجين .
و دعوةٍ تتقرد على ساحاتِ الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي .]
جمعةُ عزاءٍ لكل فاقد و يتيم , و مسحةٌ نورانية من الأمل الإلهي تضيء قلبه , و دعواتٌ مكللة بالضياء و الرحمات و النور .
جمعتكم أنوارٌ تضيء دروبكم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق