السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا قد حصدتم من الحسنات اليوم ما يفوق الخيال .
الطُهر حالةٌ من الكمال التي يتمنى كل مخلوقٌ جميل امتلاكه , العفاف هو تلك الستارة التي تُسدَل على ذلك الطهر لتجعل كل من يراه يفهم و يستنبط أن هذا الوجود وجودٌ عفيف , طاهر , بعيد عن الرذائل , ذو جمالٍ خُلُقي و عَقلي , قريبٌ من السماء , روحه تسع الكون , له خصائص متفرّدة محفوفةً بكل نسمةِ نورٍ ملكوتية .
لقد رأيت أن العفاف فيه من العجائب ما يمثّل الجمال الطاهر بكل ما تعنيه الكلمة من معنى .
"العفيف هو صاحب النفس التي انتصرت على رغباتها وغلبت حبها للملذات" #أفلاطون
أن تكون عفيفاً في مظهرك , في لباسك .. يعني انتصارك على رغباتك و غلبت حب نفسك لطريق الملذات
يعني أن وجودكَ يتعدى كونك آلةً تجذب البشر للشراء و البيع , تعدّيتها فوصلت إلى مرحلةِ كونك إنساناً له هدفٌ و طموح و يناضل من أجل الوصول , تعدّيتها فَ أصبحت " شريفاً "
أن تكون عفيفاً في لسانك و كلامك .. يعني انتصارك على كلِّ حكةٍ تقول لكَ بأن تغتاب أو تنمّ , يعني انك غلبتَ هواك , و من يغلب هواه فهو الأقدر بهزيمة عدوّه من المخلوقات الأخرى =)
يعني أنكَ طاهرٌ , تترك في الدنيا أثراُ طاهراً يذكرك به كل عظيم و كل من له هيبةٌ .. يعني أنكَ وجودٌ لا ترضى بسماع ما لا يصح و لا بقول ما لا يصح .
أن تكون عفيفاً في بصرك , و في سمعك .. يعني أنكَ مخلوقٌ ذو جمالٍ مكلل بالحياء , تستحيي من الخروج بمنظر المسوخ .. فجعلتَ بصركَ نقياً و سمعكَ نقياً إلى أن أصبحت بمنظر الطهر تسير
يعني أن تعلن للملأ أجمع .. أنكَ في خط الاستقامة تسير , يعني أنك ذو هيبةٍ من نوعٍ فريد فأنت لن تقبل برؤية شيءٍ يبعدك عن الجانب الملكوتي و يقربك إلى الجانب الحيواني الشهواتي , يعني أنك انتصرت بشكلٍ مذهل فاصبحت تختار الدنيا التي تعيشها فأنت من يختار ما يرى و ما يسمع و ما يقول , يعني أنكَ تطّهر الوجود المحيط بك فيطهر ما بداخلك حد الجمال المهيب .
أن تكون عفيفاً .. يعني أن تبتعد عن كل ما لا يمت بالإنسانية بصلة , يعني أن تكون غيوراً على بني الإنسان و لا ترضى لأي فردٍ منهم الذل و التعذيب و الهوان مهما اختلفت معه في الرأي أو اللون أو البلد , يعني أن تكون شامخاً كالجبل .. مختاراً لا مجبوراً , منتصراً لا مهزوماً , طاهراً لا دنيئا , أي أن تكون وجوداً نورانياً =) .
حينما تكون عفيفاً .. سترى الوجود من حولك يتسّم بالدفء السماوي , كل نسمةٍ تقربك للسماء , و كل قرارٍ طاهر يسمو بكَ للكمال .
حينما تكون عفيفاً .. فأنت تترك للأجيال ميراثاُ من الجمال الذي لا يوصف .
لكل أولئك الطاهرين : مزيداً من الطهرِ لكم , و مزيداً من النور يكللكم , هنيئاً لكم ما أنتم به من الجمال .
*من يفقد صفة العفة , فهو يفقد جزءاً شريفاً منه , فهو يفقد المروءة و يصبح وجوداً أجوف خالٍ من الأخلاقيات , و من يفقد أخلاقه الإنسانية فهو بعيدٌ من أن يكون إنساناً و أقرب للـ حيوان الذي ينام و يشرب و يأكل فقط , و للأسف هناكَ من هؤلاء في الدنيا ممن يخسرون حياتهم الشخصية و حياتهم الاجتماعية كما يخسرون الآخرة .
الطريق إلى الطهر المكلل بالعفاف دافء جميل , هدوء مكلل بالسمو , رحمةٌ مكللة باللطف .. طريقٌ لا أستطيع وصفه إلا بكل جميل معروفٌ من الصفات , متيقنةٌ من أنكم تعرفون كيف تصفونه أفضل مني بكثير , لأنكم حينما تسيرون فيه سيضيف لكم من الصفات فوق ما يمكنني كتابته .
* قد يبدو الكلام مثالياً للبعض , و لكن رؤيتي لأناسٍ طاهرين حد هذا هو ما يجعلني أؤمن بأن هذا ليس خيالياً .. فهناكَ كثيرٌ ممن قد تعرفهم أنت يتصفون بجميل الصفات النقية كهذه , و إن لم يكن فكن أنت ذلك الشخص .
جمعتكم جمعة عِفّة و عفاف تتوجون به
جمعتكم دعاءٌ للشهداء , الموتى , المرضى , الأحياء .
و في كل دعاءٍ دعاء يتفرد في ساحات الأدعية : دعاء تعجيل الفرج الإلهي .
جمعتكم بطهر الصلاة على النبي محمد و آله الميامين و أصحابه الحق مباركة .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق