السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بقربٍ من السماء .
الكرم لا يفرّق بين الأمور الصغيرة جداً كالابتسامة , و بين الكبيرة جداً كَالمنازل .. فالكرم هو إعطاء شيءٍ من أعمق نقاءٍ يوجد في القلب مغلفاً بطهر الرضا للطرف المقابل , و لو جئنا للتفاصيل المحيطة بنا لرأينا أن كل شيءٍ ينطق بالكرم الإلهي .. فكل ذرة هواء تصلنا لنواصل البقاء على هذه الحياة هي رحمةٌ و كرمٌ إلهي , كل قطرة ماء تروي كائنا حياً هي كرمٌ إلهي , فدورة الماء بحد ذاتها إعجازٌ بكل الظروف التي تجعلها تستمر و تستمر منذ بدء الخليقة إلى يومنا ! هي كرمٌ إلهي , أعيننا التي نبصر بها و ندرك بها جمال ما يحيط بنا و نرى بها أحوال هذه الدنيا و نقرأ بها أحوال ماضين و الباقين , و نقرأ بها علوماً تجعل أفق إدراكنا يتسع حد الكون , هذه العين بكل شريان دقيق في داخلها هي كرمٌ إلهي مذهل ! , الغضاريف التي يتكون منها أجسادنا متحدةً مع عظامنا و عضلاتنا لنتحرك كل تلك الحركات مهما كانت بساطتها .. أوليس وجودها كرماً إلهياً ؟! , الورود الموجودة على هذه الكرة الأرضية باختلاف ألوانها و روائحها هي "ديكورٌ" فائق الجمال يجعل كل ركنٍ مختلفاً عن الآخر , و يمنحنا خاصية تغيير مزاجاتنا أيضاً برؤيتها , الأشجار و الطبيعة , الطيور و الخيل , السماء و الأرض , الشمس و القمر , النيتروجين و الفيتامينات , النيترونات و الإلكترونات ( الإلكترونات هي جزءٌ صغير من الذرة ساعد العلماء لإختراع كل هذه التكنولوجيا الإلكترونية ) , البحار و الأشجار , الفواكه و اللحوم , القلب و العقل , الأهل و الأصدقاء , الخشب و الحديد , الخيال و الإبداع , السعادة و الحزن , و تطول القائمة ! كل شيءٍ موجود هو كرمٌ إلهي , كل شيءٍ هو لطفٌ إلهي بلون طهر السماء و كله كرمٌ من الإله العظيم .
هذا الكرم الإلهي كرمٌ منقطع النظير , فهو كرمٌ للمخلوقات كلها و هو فيضٌ يشمل الوجود , أمورٌ تبقينا أحياء , أمورٌ نستند عليها لنكون أناساً بمعنى الإنسانية , و أمورٌ تحلّق بنا قرباً إلى السماء . و قائمةٌ تطول من الفوائد لهذا الكرم العظيم عليكَ أنت تختلف باختلاف كيف تستعمل هذا الكرم و كيف تستفيد منه .
الكرم الإلهي كالشمس ممتدٌ للجميع , و لكن هذا لا يعني أن تصبح شخصاً متكلاً , بل يعني أن تصبح شخصاً يعمل بشغف لتكسب الاستفادة القصوى .
و كل شخصٍ لديه فيضٌ من الكرم الإلهي يعني له شيئاً مختلفاً عن باقي الفيوضات الإلهية العظيمة , هذا الفيض لديه هو نقطةٌ بين الروح و السماء , نقطةٌ بين الجمال و الجمال , نقطةٌ بين الكرم و اللا نهاية , شيءٌ يحمله من أي حالةٍ كان هو فيها إلى أنقى و أطهر عالم .
بالنسبة لي " الدعاء " , هو تلك النقطة النقية .. التي لا تزال تحملني من أي حالةٍ أنا فيها إلى عالم الطهر و النقاء , إلى ملكوت السماء , هي أمرٌ ينتشل كل ما علق بي من الدنيا وسط زحام الدنيا , هي الهدوء بعبق الكرم الذي يطمئنني و يمسح على قلبي كلما ازدادت الحياة سرعةً , هي طهرٌ يطوي المسافات بالقلب إلى ما فوق السماء , هي طريقُ الوصول , و هي شمسٌ تشرق في كل طريق , هي بكاءٌ صادق , هي أجمل صلةٍ بين العبد و ربه .
هيَ لكل من جربها و عرفها , جمالٌ مريح .
إن كنتُ سأحدثكم عن هذا الكرم الإلهي الذي يمتلئ جمالاً و يفوح جمالاً , فهو كرمٌ يجعلك تطفو كلما غرقت , هو كرمٌ يمنحك التصريح لمخاطبة الخالق الذي أوجد السماوات و الأرض .
هو كرمٌ يجعلك تخرج ما في أعماقكِ في كل وقت , و يقربّك إلى السماء كلما تلوته بصدق , يزيل هموم القلب , و يمنحك طاقةً مهيبة تسندك للمشي بثقةٍ أكبر , هي مناجاةٌ هادئة , مساحةُ صدق .
إن كنت سأصف الدعاء بكلماتٍ موجزة فهو كرمٌ إلهي مميّز , دواءٌ طاهر مذهل , جلباب كرامةٍ بلون حُسْنِ الجمال , و مناجاة هادئة يمكنك استلهامها في كل وقت و آن .
تأملوا في الكرم الإلهي الذي تعيشون فيه , و تساءلوا و ابحثوا عن كيفية وصول هذا الكرم إليكم .
استشعروا الحمد في دواخلكم , و ارفعوا أيديكم بطهر الدعاء للشهداء و الموتى و الأحياء و المرضى .
جمعتكم كرمٌ إلهي يغدق صحائفكم حسنات ,
جمعتكم يقينٌ خالص , جمعتكم مباركة .
*بالمناسبة : أي دعاءٌ تخططون لقراءته اليوم ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق