جمعة انتقاء و اقتناع






السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا محلقين بالقرب من السماء .


الانتقاء و الاقتناع فعلان إن تتابعا فإنهما يحدثان نتيجة متكاملة . فحينما تنتقي مكونات الطبخ مثلاً و أنت مقتنع تماماً بأنها هي المناسبة فإن الطبخة ستكون متكاملة . حينما ترتدي شيئاً انتقيته أنت و أنت مقتنع به تماماً الآن فإنكَ ستجده لبساً متكاملاً خاصاً لا تريد رميه بسهولة أو بلا سبب . 
كل هذه الأمور الصغيرة في حياتنا نختارها باختيارنا نحن , و لكن حينما تكون منتقاةً من بين كل ما حولها فإنها تكون شيئاً ممتازاً , و حينما تكون منتقاةً باقتناع تكون "الأفضل " ! .
اليوم سأطبق هذه المعلومة على ما نؤمن به .. باختيارنا يمكن أن نحدد ما نؤمن به , و لكن حينما ننتقيه من بين كل الوجود فإنه يكون ممتازا , و حينما يكون منتقىً باقتناع يكون " الأفضل " . 









لا يهمني إلى أي ديانةٍ تنتمون , أو بأي عقيدةٍ تؤمنون , أو بأي أمورٍ تعتقدون .. فليست المسميات مهمة كثيراً كما العمق ! المهم هو أن تكون متبعاً لهذا الدين بحق , أن تكون مؤمناً بحق بهذه العقيدة , أن تكون معتقداً بصدق هذه الأمور , و إن لم تكن فيجب عليك أن تعيد النظر في الأمر . 
لا ترضى بنصف الدين أبداً ! لا تأخذ اسمه حينما لا تعرف إلا ربع تعاليمه ! 
لا ترضى بأن لا تعرف من العقيدة إلا اسمها ! فإن كنت لا تعرف سوى اسمها لمَ تعتنقها ! ؟ 
الدين الحق كامل حد الاكتفاء , فقف اليوم وقفة حق مع نفسك و تأمل .. انتقِ باقتناع تامٍ بعد البحث الحقيقي ( البعض أخذ منهم البحث أكثر من 10 سنوات , و لكن في يوم الحساب ما بعد الآخرة سيجدون تعبهم هذا الذي أوصلهم لدين عادل يطبقون أوامره ما هو إلا بلسمٌ يخفف عنهم بحق ) .
هيَ مسؤوليتك الخاصة قبل أن تكون مسؤولية أي أحد أن تبحث و تفهم ديانتك أكثر , هي مسؤوليتك وحدك أن تطبق تعاليم دينك , أنت من يستطيع أن يوسّع معرفتك بالأمور التي تؤمن بها لتؤمن بها بحق . 
حينما تؤمن بديانتك و عقيدتك و معتقداتك بحق .. صدقني ستشعر من داخلك بمثل هذه العبارة التي كتبها أحدهم : " أنا لست ملكي كي أوجه زورقي .. أنا حين أحكي فالعقيدة منطقي " 
الديانة و العقيدة أمور تدخل إلى أدق تفاصيل الحياة .. فانتبه لأن تكون مدركاً لديانتك و تعاليمها .

المعتقدات الراسخة و الديانة التي تؤمن بها ستكون هي من يوجهك إلى طريق اليقين , العلم , التعامل مع الجميع بتسامح و جمال مطلق , مساعدة الجميع ممن ينتمون لما تؤمن به أو يخالفونه تماماً , مكارم الأخلاق , الارتفاع معنوياً و روحياً خلال تطبيق أبسط الأمور .. هي من توجه أفعالك , أقوالك .. أستطيع أن أقول بلا مبالغة بأن ديانتك توجهك إلى الأماكن التي تذهب إليها أيضا! فهناك أماكن محرمة لمن يعتنقون ديانة معينة بأن يذهبوا إليها و بالمقابل هناك أماكن مؤكدٌ على استحباب الذهاب إليها . 

إن كنت ممن كانت ديانتهم هي أهواءهم و مصالحهم .. فأعتذر على هذه العبارة و لكن يمكنني القول بأنه على حياتك السلام ! ستلعبُ معك الدنيا كما تحب أنت لفترة من الزمن .. إلى أن تمل هي منك فتصعقك بأمورٍ تجعلك تسقط باكيا , و الله أعلم إن كانت لديك حينها فرصة لتتأمل و تختار من جديد أم لا . 
و هنا يظهر لنا الفرق الكبير بين من يملكون ديانةً طاهرةً يؤمنون بها بحق و بين من لا يملكون سوى مصالحهم ديانةً لهم , فترى أصحاب الأهواء و المصالح يتبدلون في الفترات الحرجة من مكان إلى مكان و من معتقد إلى معتقد .. اليوم هم معك و غداً هم مع ألد اعدائك ! كيف و لمَ ؟ بكل بساطة لأن مصالحهم في ذلك الجانب . و بالمناسبة من يعيشون بديانة المصالح سيفاجؤون بنهايتهم أكثر من أي أحد آخر , سيستشعرون قباحة و دناءة الحياة تحت مصالحهم دون الاكتراث بالغير مسببين الأضرار المفجعة لهم . سيرون و سنرى ..  و لكن الفرق أنهم سينفجعون من هول الصدمة  المفاجئة . أما نحن فلدينا مسبقاً معرفةً من تجارب كل من عاشوا قبلنا أن من يعيش هذه الحياة كيف تكون نهايته .
إن من يعتنق المصالح و الأهواء فإنه غالباً لا يظهر هذا للناس و لا يصرّح به , و لكن أفعاله تصرخ مشيرةً إليه . إن من ينتمي لهكذا حياة فهو يحتمي برداء الدين فتراه عملةً بوجهين : وجه نُقش عليه اسم الدين , و وجه نُقش عليه مصالحه .. هذا الرياء القبيح واضحٌ جداً لمن يحمل من الخبرات و التجارب أو قرأ عن التجارب السابقة فأصبحت عنده ذخيرة يستطيع بها سماع صرخة أفعال ذاك الشخص و فهم قبح رياء تصرفاته . في نهاية قصة حياة هذا الشخص سيتضح للكثير كذبه عليهم . و بخصوص أنه اختار الكذب صديقاً له بالعيش فإنني تذكرت مقولة تقول : " لا تثق بالكذب .. فإنه صديق فاشل يخذلك عند أول فرصة " . 

لمن لا يعرف إلى أي ديانةٍ يوجه زورقه أو ببحر أي معتقد يبحر باطمئنان بأنه هو المعتقد الحق .. فأنا أقول لكم : أقرؤوا , اقرؤوا , اقرؤوا !
أنا أعتنق ديانةً محددة و أبحر في زورق معتقدٍ معين .. لذا فلن أقول لكم اعتنقوا ما اعتنق و ليس لي الحق بإعطاء إشارات طريق تدل إلى مكانٍ محددفكل ما أستطيع قوله هو أن القراءة هي مفتاحٌ ينير لكم الدرب , هي مصباحٌ يسلط الضور على الخطوط الحمراء .. اقرؤوا عن كل الديانات , و تعمقوا في الأحداث .. انظروا أين يكون الكمال الإنساني و الأخلاقي .. ابحثوا عن الحقيقة , انتقوها و ابحثوا أكثر و طبقوها .. اعتنقو الحقيقة باقتناع . 


كن بما تعتقد به , كن كما تأمرك ديانتك .. و إن كنت لا تزال لا تعرف ديانتك و معتقداتك بحق فلا تتكلم بلسان شيء أنت لا تؤمن به بحق !


 * ملحوظة أخيرة : اترك الرياء حالاً ! انتقي شيئاً جميلاً تقتنع به , و كن بذلك جميلاً .  




جمعتكم انتقاء باقتناع راسخ , و جمعتكم تقبلٌ للبحث و للاراء حتى و لم لم تقنعوا بها فهي ستزيد شيئاً لمعلوماتكم القيمة 
جمعتكم انتقاء بحذر حتى و لو طال زمن ايجاد الحق 
جمعتكم طريقُ حقٍ و خيرٍ بإذن الله 
جمعتكم بطهرِ سواد هذه الأيام مباركة . 

جمعتكم دعاءٌ لمن سبقنا إلى الموت , للشهداء و الموتى 
جمعتكم دعاء لكم و لمن يحيط بكم من الأحياء .
و دعاءٌ يتفرد في ساحة الدعوات لتعجيل الفرج الإلهي . 






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق