جمعة مساحة حرة












السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بسعادةٍ تغمر قلوبكم أُنساً .

هناك حقائق بكم هائل متواجدة في الكون , هناك حقائق كثيرة تحدث في عالمنا , وهناك حقائق جميلة نؤمن بها .
الحقيقة متواجدة بغض النظر عن انقسام الناس إلى أناس يدركونها و يرونها و أناس يتعامون عنها , فإن أدركتها أو تعاميت عنها فهذا لن يغير شيئاً من أنها موجودة بالفعل على أرض الواقع .
حينما تكون من الفريق الذي يتعامى عن الحقيقة و تجعل كبرياءك هو من يوجهك لطريقٍ آخر لا يحتوي الحقيقة .. فأنت هكذا خسرت الحقيقة و جمال عاقبتها , و خسرت حياة الإنسان الجميلة حينما اخترت طريقاً يوجهك إليه كبرياءك بينما كان يجب أن توجه نفسك كإنسان بنفسك .
و لكن حينما يوجهك تفكيرك الحر ( و أعني بالتفكير الحر ذلك التفكير الذي يرى الصورة كاملة من بعيد , بلا غبار الشائعات , نظيفة من كل الشوائب , أعني ذلك التفكير الذي لا يتقيّد بتعصب أو جهل أو كبرياء أو عمى ) فستجد الحقائق مبهرةً من حولك ! حينما يوجهك تفكيرك و تخضع هذا التفكير لاختبار السؤال لتكون متأكداً من أن اختيارك كان صحيحاً .. فحينها ستجد أموراً أعجز عن وصف جمالها . سيكون كل يومٍ مميزاً , كل يومٍ يحمل معانٍ أكبر , كل يومٍ يرفعك لأعلى , كل يومٍ ينير دربك نوراً .
العقل هو ما مُيزنا به بني آدم , و التفكير هو أحد الاستعمالات المذهلة للعقل ! و التفكير الحر هو بعدٌ مميز من أبعاد الإنسان الواعي .
حينما تفكر بحرية , و تجد مساحةً تضع فيها الحقائق و تخضعها للتفكير و الإختبار لمعرفة أيهم هي الحقيقة الأكمل , أيهم هي الحقيقة الجميلة التي أستطيع أن أتمسك بها و لن يتبدل جمالها أبداً لألوان المصالح و القبح . حينما تكتشف تلك الحقيقة فإنك لن تخاف من قولها أو إتباعها . و هنا يتضح لنا الإنسان الذي يحمل هيبةً رغم تواضعه , عظمةً رغم بساطته .. فتفكيره الذي جعله يتبع الحقيقة , و إيمانه بالحقيقة الكاملة يمنحه من الجمال و القوة و الهيبة التي تبعث الراحة فوق ما نتصور .

,
الإسلام وجهني لهذه النقطة : الإيمان بالتفكير الذي يرى الموضوع بلا غبار( و قد وجهنا لهذا الوعي قبل 1434 سنة !) فقد أُمِرنا نحن المسلمون بأن لا نقول شيئاً عن الآخرين دون التأكد من صحته , بأن لا نتبع طريقاً دون أن نفهم لمَ يتبعه الآخرون و هل هو صحيح أم لا , بأن لا ندخل شيئاً مجبرين بل نحن نملك عقلاً يجعلنا نختار , بأن الدين عقيدةٌ تنبع من إيمان ممتزج بيقين , يقين بصحة هذا الأمر لأننا نؤمن بأننا محاسبون على أفعالنا .                               
إسلامي أمرني بأن أبحث عن الحكمة أينما كانت .. أن أتعلم مزيداً من العلم أينما كان . أجل أُمرتُ بأن أكون وجوداً جميلاً يرتقي كل يوم . و قد أمرني كذلك بأن أءخذ القيم الصحيحة و الأخلاقيات السامية و العلوم الرائعة أينما كانوا . و علمني أيضاً أن لا أخجل من السؤال لأزداد علماً , و أثبتّ قواعد معلوماتي بقواعد متينة ترتكز على الحقائق .                                                             
و لهذا فأنا أتقبل الحقيقة التي يقولها عدوي إن كانت صحيحة , أءخذ الحكمة التي أستفيدها ممن هو أصغر مني سناً , أستطيع أن أتعلم العلم من معلمٍ لا يتحدث بلغتي , أستقبل القيم الصحيحة التي يقوم بها من لا ينتمي لديانتي , أبتسم لطهر من نفذ الأخلاقيات السامية و إن اختلفت معه في الرأي , حينما أغضب من شخصٍ ما فإنني لا أظلمه , حينما يقول شخصٌ ما أمراً رائعاً فإنني أصفق له حتى و إن لم نكن ننتمي لنفس العقيدة , أقرأ كتباً لمؤلفين يختلف مكاني الجغرافي عن مكانهم , أؤمن بالحق الذي يقوله شخص و لو اختلفنا في التوجهات .                                                                                                                  

لا أحتاج لأن أحب شخصاً لشخصه أو أن أنتمي لنفس عقيدته لأدرك مناقبه أو لأرى جمال حقيقة ما يقول , بل مناقبه و جمال الحقائق أمورٌ موجودة و قد حدثت بالفعل .                                         

لأنني مسلمة , فالإسلام أمرني بأن أرى الحقيقة و أن أتقبلها أينما كانت طالما هي حقيقةً طاهرة عادلة . هكذا أكون نوراً يطبق كل جميل .
,


شخصياً أنا أحترم الكثير ممن أشترك معهم بكثيرٍ من الأمور , و لكني أحترم أيضاً كثيراً ممن أختلف معهم بأمورٍ مفصلية ممن يعتنقون الأخلاقيات و قول الحقيقة =) .

و أنا على يقينٍ بأن كل إنسانٍ واعٍ يؤمن بأن الحقيقة تؤخذ من أي مكان و لا يخجل من أخذها , طالما هي حقيقة طاهرة .

عذراً للكبرياء الذي يمنع من اتبعا الحق , عذراً للتعصب الذي يقيّد , عذراً للجهل الذي يجعل المنظر مليئاً بالغبار .. فأنا اخترتُ مساحةً حرة لأسكن فيها أنا و الحق دون قيود أو غبارٍ يعكّر الرؤية .


 


 #من أدركَ الحقيقة فقد حظي بلطفٍ ربانيّ مميز 




 
ممتنة لكل من ساعدني لأدرك حقيقة , و لكل من أجاب على تساؤل جاء في بالي .. دعوة لكم بالتوفيق من الأعماق .

جمعتكم منارةٌ بعبق الصلاة على النبي محمدٍ و آله الميامين و صحبه الحق .
جمعة طهرِ دعواتٍ للشهداء , الموتى , الأحياء, و كل محتاج .
جمعة نور دعاء تعجيل الفرج الإلهي .

جمعتكم مساحة حرة تطفئ كل جهل و تعصب و غبار , جمعتكم سماءٌ فوق سماء تجعل مساحتكم أعلى و أعلى .
جمعتكم راحةٌ مباركة بالتوفيق .
 



ملحوظة : لقد إقتبست أفكاراً من عدة أمورٍ تعلمتها من أشخاصٍ جميلين بحق, دعوةٌ لهم بالتوفيق أينما حطت خطواتهم .







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق