اكتفت قلوبهم اكتواءاً !








لا أحب السياسة كثيراً أو الخوض في أمورها المعقدة لأنها تصيب بالصداع 
و لكني أكره ما يحدث الآن أكثر من عدم محبتي لها ! 








زاد القتل بشكل فظيع , و أبرياءٌ لا ذنب لهم يرعبهم منظر الدم الغير متوقف ! و الآن بدأ تحويل الأمور إلى طائفية قصوى ! و كل طائفة إن رأت مالم يعجبها نسبته إلى الطائفة الأخرى ! لم أرى جماعةً كاملةً تخلو من هذا الأمر في نفر ممن في داخلها , و هكذا كبر الموضوع في نسب الأمور إلى الطوائف و الديانات الأخرى . لم نعد نرى إلا بمنظار ضيق يركز على الطائفية فقط و فقط ! فأصبحت الأيام تحصد مآسٍ أكثر من السابق بفضل هذا المنظار ! الذي ربما لم يكن عند طائفة مسلمة أبداً بل جاء باعة من البعيد و أنزلوه في أرض المسلمين و هربوا .. و للأسف استعمله البعض ! 
لم نعد نرى بمنظار الإنسانية ! فبات من السهل أن يُقتل أحد من الطائفة الأخرى أو الديانة الأخرى دون أن نتألم ! 
النبي محمد صلى الله عليه و آله  و صحبه و سلم عادَ كافراً مريضاً , النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم لم يكن يرسل القوات لتفجر أرواحا بشرية و لم تكن الدنيا في فوضى و ليس لكَ أن تقتل من أردت أن تقتل و متى ما أردت أن تقتل و كأن الدنيا تسير اعتباطاً و وجود الآخرين لا معنى له ! لم يكن النبي صلى الله عليه و آله و صحبه يأذن للجيش بأن يقاتل دون أن الدعوة للإسلام أو للهدنة قبلاً ! النبي صلى الله عليه و آله و صحبه سلم لم يكن يعتدي على غيره فقط لأنه يخالفه في لون جلده أو يختلف عنه في لغته ! النبي صلى الله عليه و آله و سلم لم يكن فظا غليظ اللسان و قاسي القلب أبداً على الكائنات البشرية و الغير بشرية ! 

لكل من يحب أن يكون مسلماً , أو يدعي انتسابه إلى الإسلام ... الإسلام دين الرحمة و النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم نبي الرحمة , بأخلاقه و مؤاخاته بين الانصار و المهاجرين جذب الآخرين إلى الاسلام و السلام .. لو كان النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم اليوم بيننا , هل يمكنه القول بأننا مسلمون حق ؟ هل سننجو من الاختبار الصعب؟ هل نبخل على محتاجين بين الحياة و الموت بينما لا نبخل على حاجات كمالية يمكن تأجيلها  ؟ هل نستطيع أن نقول بأننا نقتدي به و نحن نفعل حرفياً عكس ما يدعونا إليه دين الرحمة ؟ هل ظهرت هذه الأسلحة فجأة و حينما كانت استغاثات المحتاجين كثيرة تقاعستم !!! ؟ هل سنقول بأننا طوائف متعددة نؤمن بإله واحد و أنك نبيه و لكن نتقاتل تحت لواء الإسلام و نحن نعلم بأن للمؤمن حرمة ؟ هل يمكن أن نقول بان الأديان الأخرى تحببنا إليها بتحضرها و نحن نقف و نقتل و نود منهم أن يدخلوا في الإسلام ؟  هل يمكن أن نقول بأننا نسعد بالقتل و التفجير دون أن نسأل الطرف الآخر و ندعوه إلى الصلاح ؟ هل يمكن أن تقول أنك طائفي الفكر و لكنك مسلم لديك فكر له أفق واسع يحوي الأرض و السماوات و العلم الوفيييير الذي في القرآن ؟ ... هل يمكنك القول بأن نفسك الترابية المتعلقة بالأرض أهم من نفسك الإنسانية ؟ و أمرٌ عادي جداً أن ترى غيركَ يموت و لاتهتم لمساعدته لمجرد أنه على غير ملتك ؟ هل هكذا تدعوهم إلى الإسلام الذي تعتقد به ؟! إن كنت مسلماً غير إنسانياً فَ بحق أعتذر لا شيء لدي أقوله لك سوى أن راجع كتب دينك الذي تدين به و راجع سنة النبي صلى الله عليه و آله و صحبه و سلم فيها .. و إن وجدت نبيك شريراً فهو ليس نبي الإسلام الذي وصفه القرآن بـ { لو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك }♥ نبي الرحمة فعلاً هو رحمةٌ للعالمين .

لا يشرفني أبداً أن أحمل ذلك المنظار الضيق , لأن الله عز و جل أمرني بالتأمل بالكون .. و الكون واسسسسع فوق حد تخيلنا .. لذا لا أحتاج لمنظار ضيق .. و لا أحتاج لـ أن استظل بظل طائفة معينة دون أن أنتمي إلى الإسلام .. قد يكون لكل دين نظرة مختلفة حول الأمور , و لكن كلنا بشر , و كل البشر يعرفون ماهي الإنسانية و مساعدة الغير , و قمة الانسانية أن تنسلخ من نفسك الشهوانية المتحيزة لتساعد شخصاً آخر . 

الجبان يأخذ الكلام العام كرسالة شخصية , و البعض يسمع و يقشعر , و البعض يسمع و يتأثر و يبدأ بالتنفيذ مساعدةً و لو بدعوة صادقة من أعمق نقطة في قلبه . 










لم أعد أجد مصداقية كافية في محطات الأخبار , فأصبحت أجد المذيعين يقاطعون الشخص قبل أن ينهي كلامه و يعيدونه باختصار بشكل طائفي و يجعلون الطرف الآخر يرد على الاختصار الذي حولوه إلى طائفي بدلا من أن يرد أو يعلق على كلام الشخص الأول .. إن أردتم الصدق ليست كل محطات الأخبار تلتزم بالنص , و لكنها تلك التي فقدت مصداقيتها تركز على كيف تشعل الفتن بشكل دقيق .. كل تلك المحطات أعتذر لا أود أن أراها مجددا أو أن أسمع ما يقال بها لأصدقه ^^ , أحب كثيراً الأعمال الخيرية و لا أهتم إن كان من فعلها مسلما أو عربياً أو غربياً .. إن أُعحبنا بعمل شخص في هذا المجال فيمكننا أيضا أن نخوض مجال العمل الخيري ^^ .. حسناً أكتفيت من الكذب و لن أصدق كل شيء  , فَ أنا وجود خُلق ليعبد الله و يتيقن بِ الحقيقة  =) .

لا أتحيّز لطائفة معينة , و لا لدولة معينة , و لا لمدينة معينة , فالذين يعانون موجودون في كل مكان , في كل طائفة , في كل دولة .. لا أتحيز لفريق أو جيش أو طائفة , فهل من الإنسانية أن أسقط كل معاناتهم من عين اعتباري و اتحيز لصف معين ؟ إن كنت سَ أختار أن اقف بقرب احد فأنا أختار أن أقف بالقرب من الضعفاء .. لأنهم بمعاناتهم و مظلوميتهم دعاؤهم أقرب إلى السماء و من ذلك فليحذر من يفهم تأثير الدعاء بعد أن يصعد إلى السماء و يصل إلى رب السماء . 

رسالتي هي أن ارموا ذلك المنظار الذي يجعلنا لا ندرك كم روحاً غرقت بدماءها و كم أرملة و يتيما و فقيرا و مريضا و كئيبا و ملتاعاً و متألماً يبكون هذه الليلة ! .. ارموا ذلك المنظار الذي حول البشر إلى وحوش تقتل و تقتل حتى أصبحت آله لسفك الدماء لا غير , ذلك المنظار الذي جعلنا لا نفقه رسائل الحزن ! بل و حتى ذلك المنظار الذي يجعل الحاكم يقتل شعبه لأنه يريد أن يبقى على كرسي الحكم و هو يمكنه بكل بساطة إن كان همه الدنيا أن يعطيهم من الأمور فوق ما يريدون و بعد فترة سيرى أن الشعب يحبه لدرجة لم يتخيلها و سيصبح هناك فائض من الأموال لأن الشعب مكتفٍ بما صنعه لهم ملكهم و علمهم , حب شعبك لك يجعلك تتربع على الكرسي حتى بعد موتك ستبقى متربعاً و تحصل على مكان في دعواتهم .
 ما أود قوله :  فلنمسك أيدي بعضنا البعض كَ جنسٍ بشري إنساني أمام كل محنة و كل حرب و كل أزمة . هكذا يمكننا أن نقول بكل فخر بأننا ننتمي إلى دين رحيم .  




 STOP DOING UGLY THINGS , WE ARE ALL ONE HUMAN KIND !
فلتتوقف كل الأشياء الغير جميلة , نحن كلنا نوع بشري واحد .



#ملحوظة : أعتذر لمن آلمتهم الصور , دعوة من القلب أن تنتهي كل هذه الآلام بفجرٍ قريب فجرٍ نقوم برسمه من الآن . 





هكذا يمكنني أن أفخر بما أكتب .








هناك تعليقان (2):

  1. وقفة حق
    وإن أوجعت ..وإن قصرت الجمل
    كل الشكر

    ردحذف
    الردود
    1. وقفة احترام لكل من وقف وقفة حق مع الحق .
      لكِ شكرٌ أكبر منال , وفقنا و إياكم بأن نكون من الموفقين لكل شيء جميل .

      حذف