كاظم الغيظ , موسى بن جعفر عليه السلام .












لا السجن يحجبه و لا السجّان
نورٌ , شفاءُ , شُعاعٌ يتوشح برداءه الإيمان 
يا كاظماً للغيظ آيةَ حِلمِه , يا واهب الأحرار , للواهبين أنت محجبةٌ و بيان 
مؤيّدُ بشمس طه جدك , أشرقت فاحتويت كل الوجود بحسن خلقك يحفّك الريحان
اليوم تصدّعت من مكة الأركان , حزن غمر الكون و "لا للظلم" نداءُ 
كيف لحفيدِ أحمدٍ , أن تغلق عليه بلا جرمٍ القضبان
هو نبراسٌ شع و من له كجده يقيناً أضاء ظلاماً , و بسجدةٍ فيها جبين المنتهى ازدان
آل محمدٍ لا يهمكم كم ظلماً غرب على صباحكم , فجودكم كوثرٌ منتهاه أن لا يحصل لمسلمٍ حرمان
يا سلسبيلاً , يا محسناً , يا من يهطلُ غيثاً فإذا بقفراء العقول جنان
أوصى بكم آل محمدٍ كلكم نبينا أحمدُ , فكم ! و أقولها بدموعٍ .. كم من البشر راح على المدى بتفيذ الوصية ختم بيعة و لزمها إلزام
أوليس طه هو الذي قال عنه ذو العلى { لا ينطق عن الهوى } .. أو بعد هذه الآية تريد برهان ! 
هي للعقول ضياءٌ , و للنفس طمأنينةٌ .. فقط حسبي الله جلّ جلاله , و عليه فوّضت أموري و نعم بالله وكيلُ 
غربت عن أعين بغداد إشراقة شمسك , و أُذن لأعيننا أن تُـسِيلَ مدامعا


يا ظلمة التاريخ كم من متلفع بك و هو في عين النهار جبان 
هارون مزق مهجة آل محمد و مخالبُ أهدى له مروانُ 
سمٌ وضعه في سنديٍ و لم يرقب قول الله في تحريم قتل أرواح ! 
وضعه و لم يخف وصية المختار و برزخاً من قبيح فعلهِ بركان ! 

أيا ظلمة التأريخ ! ..كيف لكِ أن تري ظلماً كهذا و لا تدمع لبياض صفحاتكِ الأخرى دموعُ 
ماذا حفظتي لنا و كيف لكِ .. أن لا تري مدامعنا تُسكَبُ ..
عذراً تاريخاً مؤلماً , فرجٌ قريب و دعاء له لا ينضب و إن متنا فدعاؤنا ليس بميت



عزاء يقدّم للإمام عجل الله فرجه الشريف , و للمؤمنين و المؤمنات بذكرى استشهاد الإمام الكاظم عليه السلام . 
و ستبقى القيود و السجون شاهدةً على مظلوميةٍ عاشها الإمام عليه السلام بِكظم غيظه و حسن حلمه . 
عذرا للتاريخ الذي كدّس فيه تاريخ ظلمٍ على من يهتم بمصلحة غيره و إرشادهم إلى النور الإلهي , عذراً لأنك سبب بكاء الأرامل , عذراً لأنك حفظت تاريخ يتمٍ يوجع , عذراً لصفحاتك المؤلمة , عذراً لليلك المفجع , عذراً :" .




ملحوظة : كتبت هذه الكلمات و أذني تستمع لقصيدة ( لا السجن يحجبه و لا السجّان )










ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق