تقول الأسطورة :
في الليالي الباردة في الجزء الشمالي من الكرة الأرضية , حين تغطي الثلوج الأرض و تكسو البرودة شتى الكائنات في درجة حرارة ستنزل تحت أقل درجة عرفها الناس من درجات الحرارة .. يجب الحفاظ على لوحةٍ حجرية في أكبر متحف في ذلك البلد في درجة حرارة دافئة , و إلا سيخيّم شتاء دائم على ذلك البلد .
في السادس من أغسطس / في سيبيريا :
كان "ريزيوتين" يتمشى بقرب الملعب الذي اعتاد المشي بقربه .. كان الملعب هادئا مختلفا عن صخب الأمس بعد انتهاء دوري الصغار الذي يقيمه الحي , مع ذلك كان ذاهباً إلى داخل الملعب .
" لمن لا يعرف سيبيريا فهي أشبه بالصحراء الباردة , و لكن مع حركة العمران الانساني انتقلنا أنا و أمي لنعيش بقرب المكتبة الكبيرة في وسط المدينة . أسمي ريزيوتين , أين أبي ؟ أجل فلم أقم بذكره معنا في الانتقال , لم نتركه و لم يتركنا , بل تم أخذه ليطير في السماء و يحمينا و هو هناك , في الليل و في النهار =) . "
هكذا كان صوتُ ريزيوتين الذي كان يتحدث ببراءة ال7 سنين عن نفسه غافلاً عن مقابلات نجوم الكرة و كيف يتحدثون , كان يتحدث للاذاعة هو و فريقه تقريراً عن نصرهم في الدوري الذي أٌقيم في الملعب . تلاه صوت "أنتون" صديق ريزيوتين و هو يتحدث عن الهدف الأخير الذي تم تسجيله و كيف كانت دقات قلبه تتسارع بصوت مرتفع كدقات صوت ساعة المنبه الصباحية ! كانو يتكلمون بحماس عن أنفسهم و عن المباراة , فكان ذلك أول فوز يتحدثون بالاذاعة بعده .
كان الليل خالياً من الحركة , هادئاً من الاصوات ماعدا صوت الهواء الذي بدأ يحمل نسماتٍ باردة بعد رياح الخريف الدافئة .
الجميع بدأ يدخل منزله لينعم بحرارة الحطب الدافئة , و يأخذو قسطاً من الراحة مع كوبِ قهوةٍ ساخنة و أحاديث العائلة المجتمعةِ حول المدفأة .
في صباح اليوم التالي :
استيقظ صغار الفريق بنشاطٍ اليوم . ليس لأن المنبه أزعجهم , و ليس لأن وجبة الافطار اليوم تحوي على الشوكولاته . بل كان هناك شيء جعل عيونهم الصغيرة تتلألأ حماسة =) .
كغيره من الصغار استيقظ ريزيوتين بنشاط كبير لدرجة انه استيقظ قبل أن يرن المنبه , لا أعلم إن كان قد نام أصلاً أو نام و استيقظ , فهو لم يقل لي . على أي حال , لبس ملابس مختلفة عن ملابس المدرسة , و عن ملابس الفريق .. كلنا فعلنا ذلك , و لا نعلم لمَ و لكن المدرب أخبرنا بذلك . كانت وجبة الافطار خفيفة مع ابتسامةٍ لطيفة على الخبز , العينان كانتا االجبن أما الفم المبتسم فكان من المربى =) . شكر ريزيوتين أمه و ضمها مودعاً إياها لينصرف إلى الباص الذي سيقل جميع الفريق . لم يكن متأخراً بل جاء بسرعة , أخذ إحتياطه بأن ارتدى حذاءاً لا يحتوي على الخيوط , و لو كان قد فعل لسقطَ على درج الباص فقد كان متحمساً بطريقة أضحكت سائق الحافلة ^^" . بعد أن اكتمل عددنا وقف المدرب و قال بصوتٍ سمعه الجميع : اليوم سأمنحكم مكافأة , سأءخذكم إلى المكان الذي تتفقون عليه , فلتكن رحلةً ممتعة و لنقضِ وقتاً رائعا! قالها بابتسامة كبيرة .
التفت الصغار كلٌ إلى من يجاوره , فبدأ ريزيوتين يتحدث مع أنتون عن الرحلة التي كانا يحلمان بها منذ صغرهما . بعد 3 دقائق بدأ المدرب يدور على المقاعد ليسأل كل اثنين عن المكان الذي اختاراه , وصل إلينا و لا أزال أذكر وجهه المتعجب و من ثم ابتسامته الهادئة .. كان جوابنا السريع الممزوج بشيء من الرجاء الطفولي المتحمس : نريد الذهاب إلى الهند . ابتسم و سألنا لمَ تريدان الهند ؟ فأخبرناه بأنها تحوي حيواناً ضخما مذهلاً يسمى بِالفيل , فيلاً يستطيع شرب الماء من أنفه . ضحك و قال لنا بابتسامته الهادئة : و هنا في مدينة الحيوانات يوجد لدينا فيل . فقلنا بصوت واحد : لا .. ليس ضخما كالفيل الذي صور معه أبوينا . ابتسم و بدا حائراً كيف يجيب على إجابتنا الطفولية , و بعد برهة قال : أوَ تعلمان بأن اختياركما جميل , و لكن اليوم لا نستطيع الذهاب الى مكان بعيد فنحن لم نستعد لذلك , أضيفا إلى أننا مجموعة كبيرة لم نخبر أهلنا بأننا سنغادر طويلاً , ما رأيكما باختيار مكان قريب لليوم ؟ قالها ليدعنا نفكر من جديد و انتقل مبتسما ليكمل رحلته الاستطلاعية . غرق كلٌ منا في تفكيره , عن مكانٍ قريب نوّد الذهاب إليه ربما ؟! ..
التفت الصغار كلٌ إلى من يجاوره , فبدأ ريزيوتين يتحدث مع أنتون عن الرحلة التي كانا يحلمان بها منذ صغرهما . بعد 3 دقائق بدأ المدرب يدور على المقاعد ليسأل كل اثنين عن المكان الذي اختاراه , وصل إلينا و لا أزال أذكر وجهه المتعجب و من ثم ابتسامته الهادئة .. كان جوابنا السريع الممزوج بشيء من الرجاء الطفولي المتحمس : نريد الذهاب إلى الهند . ابتسم و سألنا لمَ تريدان الهند ؟ فأخبرناه بأنها تحوي حيواناً ضخما مذهلاً يسمى بِالفيل , فيلاً يستطيع شرب الماء من أنفه . ضحك و قال لنا بابتسامته الهادئة : و هنا في مدينة الحيوانات يوجد لدينا فيل . فقلنا بصوت واحد : لا .. ليس ضخما كالفيل الذي صور معه أبوينا . ابتسم و بدا حائراً كيف يجيب على إجابتنا الطفولية , و بعد برهة قال : أوَ تعلمان بأن اختياركما جميل , و لكن اليوم لا نستطيع الذهاب الى مكان بعيد فنحن لم نستعد لذلك , أضيفا إلى أننا مجموعة كبيرة لم نخبر أهلنا بأننا سنغادر طويلاً , ما رأيكما باختيار مكان قريب لليوم ؟ قالها ليدعنا نفكر من جديد و انتقل مبتسما ليكمل رحلته الاستطلاعية . غرق كلٌ منا في تفكيره , عن مكانٍ قريب نوّد الذهاب إليه ربما ؟! ..
وصلننااااااااااا .. و تعالت صرخاتنا و ما إن نزلنا حتى بدأنا نتشقلب بشقاوة على التل الذي اتفقنا على الذهاب إليه .. كان الجو جميلاً هناك , و المنظر بديعاً .. كلنا كنا نتشقلب , أجل حتى المدرب و السائق ^^ .. التل كان واسعاً ليكفينا كلنا , واسعاً لدرجة أن نتشقلب بنفس الوقت دون أن نتصادم ^^ .. قضينا وقتاً ممتعاً هناك , مابين اللعب , و الأسألة , و كان لا بأس بجولةِ كرة قدم , و المسابقات , و الحديث عن معالم بلدتنا .. هناك الكثير الذي للتو أكتشفه عن بلدتنا الجميلة , فقد كان فيها 4 فِرق نالت الميدالية الفضية للبلد , و لدينا مطعم يبيع السندويش المنزلي , و لدينا متحفٌ كبيييير فيه أمور كثيرة , لم نعرها اهتماماً إلا صورةٌ قال المدرب بأنها لوحة لفيلٍ عملاق .. تمنينا أن نزور المتحف لكي نرى هذه اللوحة , و وعدنا المدرب بأنه في المرة المقبلة سيرتب رحلةً إلى هناك =) , أيضاً لدينا ملعبٌ أكبر من الذي اعتدنا اللعب فيه و قد جاء فيه الملك السابق ! , أيضاً لدينا مكتبٌ لتجميع العملات ! "يمكننا أن نبيع هناكَ عملاتنا و نحصل على عملاتٍ أخرى ! " رد السائق على هذه العبارة بأننا لا نبيع العملة , بل نتبادلها مع مدير المكتب , كما نتبادل الكرة بيننا بالفريق . لدينا أمور مذهلة لنزورها , أكملنا حديثنا , و أكل فطائر أم نلسون اللذيذة .. كانت تحوي على المربى السائل الذي يسيل داخل الفم بطراوة مع الفطيرة .. الجميع عشق تلك الفطائر . ضحكنا و استمتعنا حتى بدأت الشمس تغيب بهدو و ء .. كان المنظر خلاباً كيف أن السماء تأخذ ألواناً جديدة , و الشمس تبتعد إلى مكانٍ مجهول خلف المنازل البعيدة .. ركبنا الحافلة متوجهين إلى منازلنا من جديد , إلى بلدتنا الباردة و مدفاءتنا مرة أخرى =) .
عدنا إلى منازلنا في الليل , و لكن كانت البلدة مغطاةً بالثلج أسرع مما كان يفترض , لقد اعتدنا بأنه بعد نسمات الهواء الباردة ننتظر قرابة الثلاثة أيام حتى يحتل الثلج الأرض , حسناً كنا غارقين في النعاس فلم نفكر بهذا كثيراً .. عدنا متجهين إلى النوم و الدفء فقط .
في صباح اليوم الثالي لم نستطع الخروج للعب كرات الثلج , فقد فوجئنا بالمنظر من نافذاتنا في الدور الأرضي , كان نصف النافذة ثلج و النصف العلوي منها نستطيع رؤية الخارج .. أجل لقد سقط ثلج كثيير حتى أنه قد غطا ربع المنزل ! .. الإذاعة كانت تنشر غرابة الموقف , و لكن إلى الآن لم تعطي تفسيراً واضحاً لما حصل .. فهي لم تكن عاصفةً ثلجية , و لا سحباً ثلجية ثقيلة ! .. "ربما نام أبي و هربت الغيوم لتلعب و أفرطت في حماسها .. هكذا ظننت و لكن لا أعلم لمَ أمي مصدومةٌ كثيرة حتى بعد أن طمئنتها بتلك العبارة " ...
على كل حال , ماوصلنا من السلطات من المعلومات كانت مجرد التحذير من البقاء في الادوار السفلى مع منافذ مفتوحة من منافذ أو أبواب , و الاستعداد لليلةٍ باردة جداً قد تصل إلى -49ْ درجة مئوية . كانت تلك الدرجة تخيف طلاب الابتدائية فهي ليست درجة الحرارة الطبيعية (37ْ) و قال معلم العلوم بأن أي درجة غير هذه هي مؤشر لاختلال في الجسد و قد تعني حمىً أو مرضاً . بالنسبة لي لم أخف كثيراً فقد سمعت بأن شيئاً كهذا قد يحصل , لا أذكر ممن سمعته أو أين سمعته , و لكن فقط تذكرت ذلك .. اطمأننت و ذهبت لأخلد في نومٍ عمييييق , لربما سأبقى نائماً فيه إلى الغد .
- للقصة تتمة -
كانت تلك بداية الهدف الثاني من مشروعي الصغير أتمنى أن تكون بدايات قلمي مع كتابة القصص هنا تنسج حكايا تستحق القراءة =) .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق