في حقِ فاطمة - عليها السلام - .







في حق فاطمة بنت محمد - صلى الله عليهما و على آلهما و سلم - .

 وَ كيف لمن تربّى عندَ النبي محمدٍ بألّا يخالط الإيمان لحماً و دما , و كيف به بأن لا يهيم شوقاً و عشقاً بالخالقِ الأوحدِ
فكفاكَ يا سائلاً عن عظيم شأنِ فاطمٍ بأن تعرِف بأن أبوها أحمدَ  

حينما نتحدث عن الزهراء عليها السلام فإننا لا نتحدث عن إمرأة عادية أبداً .
السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام , لقبّت بأم أبيها , بِ المحدّثة , الطاهرة , الزكية , و سيدة نســاء العاليمن .
أبوها نبي الرحمة محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) و زوجها هو أمير المؤمنين قالع خيبر علي (عليه السلام ) و ابناها سيدا شباب أهل الجنة الحسن و الحسين (عليهما السلام ) و ابنتها شرف الخدر و الحجاب زينب ( عليها السلام ) .
و الزهراء ( عليها السلام ) هيَ أول امرأة عابدة تقوم ليلها و نهارها تقرباً إلى المولى الحق سبحانه و تعالى , ذابت في الإسلام و شرائعه فكانت مصداقاً لتبيانه في تصرفاتها حتى غدت أسوةً لنساء بني آدم , بل سيدةً على نساء العالمين كلهمُ . فكيف لمن هي سيدتهم بأن لا تكون أكملهم ؟
فالسلام على فاطمة و أبيها و بعلها و بنيها و السر المستودع فيها .

 نالت من الشرف و عظيم الشأن منزلةً رفيعة جليلة , كما نالت من البلاغة و الفصاحة لساناً فصيحاً بليغاً ينطق جميلا , و هنا من أقوالها في الخطبة الفدكية المعروفة  : " وَأَشْهَدُ أَنْ لا إلهَ إلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، كَلِمَةٌ جَعَلَ الإْخْلاصَ تَأْويلَها، وَضَمَّنَ الْقُلُوبَ مَوْصُولَها، وَأَنارَ في الْفِكَرِ مَعْقُولَها. الْمُمْتَنِعُ مِنَ الإْبْصارِ رُؤْيِتُهُ، وَمِنَ اْلأَلْسُنِ صِفَتُهُ، وَمِنَ الأَوْهامِ كَيْفِيَّتُهُ. اِبْتَدَعَ الأْشَياءَ لا مِنْ شَيْءٍ كانَ قَبْلَها، وَأَنْشَأَها بِلا احْتِذاءِ أَمْثِلَةٍ امْتَثَلَها، كَوَّنَها بِقُدْرَتِهِ، وَذَرَأَها بِمَشِيَّتِهِ، مِنْ غَيْرِ حاجَةٍ مِنْهُ إلى تَكْوينِها، وَلا فائِدَةٍ لَهُ في تَصْويرِها إلاّ تَثْبيتاً لِحِكْمَتِهِ، وَتَنْبيهاً عَلى طاعَتِهِ، وَإظْهاراً لِقُدْرَتِهِ، وَتَعَبُّداً لِبَرِيَّتِهِ، وإِعزازاً لِدَعْوَتِهِ، ثُمَّ جَعَلَ الثَّوابَ على طاعَتِهِ، وَوَضَعَ العِقابَ عَلى مَعْصِيِتَهِ، ذِيادَةً لِعِبادِهِ عَنْ نِقْمَتِهِ، وَحِياشَةً مِنْهُ إلى جَنَّتِهِ. "

وفاتها عليها السلام : هناكَ أكثر من روايةٍ على يومِ وفاة سيدتنا الزهراء عليها السلام من تلكَ هي 13 جمادى الأول .. قبرها غير معلوم و ذلكَ تفادياً لظلم الجائرين المعتدين على حرمة بيت (النبي صلى الله عليه و آله و سلم) .
توفيّت الزهراء عليها السلام بعد وفاة النبي محمد (صلى الله عليه و آله و سلم ) بفترةٍ ليست بِ الطويلة , و رأت خلالها ويلات ظلم من بعض من ادعى قربه من الإسلام . فقد مُنعـت حقها الشرعي , و قد أُسقط جنينها حين كسروا باب دارها و هي خلفه و عصروها حتى نبت المسمار في جسدها و كُسر ضلعها , و فوق كل هذا ضربوها ب السوط . فمرضت السيدة فاطمة عليها السلام مرضاً إلى حين أطفأ نورها السماوي من الأرض منتقلاً إلى الرفيق الأعلى في جنة الخلد , فكانت وفاتها عليها السلام مظلومةً شهيدة .

نرفع العزاء بأحر التعازي إلى مقام الإمام المهدي (عجل الله فرجه الشريف ) و إلى الأئمة المعصومين , و إلى العلماء و المسلمين المؤمنين .

" و سيحكمُ الله و الله خيرُ الحاكمين ".






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق