هكذا سَكَنَ نبضي . ( مشاركتي في مسابقة )








( لمن لا يعرف قصتي )

في يومِ ما .. في ما مضى ..

مع أصواتِ خطواتٍ مبعثرة على قارعة الطريق .. بدأ حلمي !
الغربُ يهجم بارتياحٍ و نحتضن القبور ملايينا , أَمُقلَتيْ أعيننا أما انتهى دمعي !
فَذُعر اليوم أننا من الداخلِ نُشنَقُ , و فجّرَت مسامُعنا أوطاننا أخبارُكِ
سلسلة تفجيراتٍ و آهاتٌ تخرق المسامِعَ طَوْلاً و أجسادٌ تٌقَطّع ُ
و من هنا بدأ شعورُ شيءٍ مختلفٍ يتغلغل في دواخلي .. لأصنع شيئاً لكَ وطني !
سأفعل كل ماوسعي لأصنعك َ شيئاً , آلةً يفخر بكَ بلدي
لأصنع شيئا يعلي هممكم .. لنتقدم شيئاً فشيئاً و نعيد صِبا هدوء الوقتِ


- لست هنا لأنشر لكم يومياتٍ حدثت , و إنما لأنقل حُقبِة مظاهر آلمتْ بلايين الأرواح شَهِدتها .
_____________________________________________________

هواء اليوم ْ كما في الأمس يملأ بعَبَقِه المكان ْ, يُغرِق رئتي إنسٍ و يختلط بشهقاتِ الزمـان ْ
و لكن بالنسبة لي َ أنا  فللهواء اليوم نكهة خاصة .. و أخيراً !!
في الغد سأعود إليك َ وطني و بيدي لك وسامٌ مميز ْ مُعطّر بعبق لقبِ ( بلد الآلة الفريدة ) ..
نعم ْ قمت بصناعة ذلك الجهاز بعد فشلٍ و سقوط ْ
بعد محاولةٍ و أخرى , ملحوظات ٍ كثيرة و جبالِ بحوث ْ
فقط اليوم أشعر بأنني أود الركضَ كما لم أركض من قبل
أود أن أسابق الرياح لأصل , ليكون هذا الجهاز مفيداً على أملِ أن يكون حلاً لإيقاف مجازرَ نشأت من أجل دنيا لن يكون رصيد الجبابرة منها سوى صحيفةِ عملهم ْ الممتلئة بعنفهم رفيقاً لهم ْ

هناكَ في أراضٍ محتلةٍ يعلو تصاعدُ سُلّم الشعور فيَخْفَقُ ليسدلَ الذلّ بها مطراً فَنُبللُ
آلامُ متاهاتٍ و نُدُوبٌ واضحة تدمي و تَنبَثِق ُ
.... و حان موعد يومٍ نَقَشََ تفاصيله حُفَراً في ذاكرتي , خُذلانُ حُلُمٍ مال فتهشّم َ
عًدتً للوَطن !
و ياليت الزمانَ يعود ُ !
أءسألكَ يا قارِئاً هذا ! ماذا إن بالحريق سفكوا بلدي !!
مَحَوه عن خارطةِ الحياة ِ و كأنمّا لا يموتُ في هذا الوقت إلا هنا إنسانُ !
بُكِمتُ صدمة ً خرساء , أرواحٌ أمامي تقتلُ هباء , لا لأجل فائدةٍ و إنما مذبحةٌ أخرى تُسّجَل ُ
لظى حرقٍ بلا جُرمٍ كَوائِنَ تُنسَف ُ
أشلاءٌ موزعة بحِرَفيةٍ لا تتركُ بقعةً لم تجعلها باللون الأحمرِ تُدَثَّرُ
في الأمس كنتِ أرضي نجماً ذا حُلمٍ و الآن يلتهبُ !
خوفٌ اخترقَ الأجنةَ ليجعلها مذ يومها تَرتَعِدُ !
فُجِعتُ .. و ما أرانيّ سوى إلى وسط المجزرةِ أتجهُ
و أرى عيني تعكس ُ جَزَع النساء ! براءة الصغار الذي خُوِّفو بلا إثمِ  و عويل أطفالٍ للطفولة ِ فَقَدوا
رأيتُ أناساً كِباراً لا ذنب لهم فـ شُرّدوا .. أشلاء ذاكرةٍ تحتفظ بسجلاتِ غُبارِ مأساةٍ تُدمِعُ
آلام تكوي جرحاً مفتوحاً في قلب الفاقدين ْ , و جروحاً تعتصرُ بكاءً في وجدان من عَانوا
و إن كنتُ فرداً له من ينتظره في الجهة ِ الأخرى , فهنا ممن يحتاج مساعدة أحدهم ْ ألفُ
و حقَّ علي مساعدتهم ْ لأن قد عُلّمت أن لا أتركَ من يحتاجني و أمضيّ قُدُمُ
ضربت نفسي هناكَ حتى .. تأوّه من رآني , بكيتُ حينما علمت أنه واقعٌ و ليتهُ عَدَمُ
ألمٌ خافت دبَّ .. و قُوَى عزمٍ رأيتها فاكتسبتها لا تتـــــــوقـــــــــفُ
قلبٌ يُقتَلَع ُ و خارج الجَسَدِ يُقذَفُ .. لتنكسر أحلامُ الفجر الضائع تائهةً و لليل تلوذُ
فيه حوصِرنا و زاد من مرارته ِ طعم الدمِ المٌتكرِرُ
صراخات راياتٍ بها قوةٌ لا تنبضُ .. و هتافاتٌ في وجه العدوانِ تُنصَبُ
و أصواتٌ أعلى من هذا و ذاك َ تقولُ : الله أكـــبر الله أكبـــر  ! فهنا و هناكَ سَقط َشهيد ُ
أجسادٌ صريعة ٌ هالني منظرها ! و لن أوقفكَ زمناً لأرى إن كنتُ أعرف أجساداً تتواجدُ.. ألا يكفي بأننا تُرْبٌ و الناسُ أترابُ ؟!
نُسَاقُ إلى مشانق الحرب ِ و كل هذا في سويعاتٍ ..فنتلقى صفعات أكسجيناتٍ متأوهةٍ تٌضَمِدُ
هواءٌ مثخن مملوءٌ بـإيمانٍ و معتقدات راسخةٌ للكرامة و العودة ِ تُطلَب ُ
رأيتُ بعينيّ مناظراً .. يَبكِي لها القلب فتدمي العينُ
فلله الحمدُ على مانلته ُ من شَرَفٍ , و دعاءٌ يسمو إلى سماءِ الرحمة لأرواحكم يَشمَل ُ
لم أستطع إنقاذك وطني .. و لكن عزائي أن كنتُ ممن جاهدَ فكنتُ ممن استشهدوا .


_____________________________________________________



* في أواخر أنفاسي المتشبتة دوّنتُ بجسدي المتقطّع : استشهدتُ هناكَ و لكن القضية لم تنتهي .
هناكَ نبضي توّقفْ و لكني متيقّنٌ أنه مسؤوليةٌ بداخلكم ْ سَتستمرْ ,فأنتم من سيكمل ليحصد ْ
و أنتم من سينتشل الوادي السحيق من عمقهِ ليعتلي قممَ الجبال َ أعاليا ..


- و هكذا سكن نبضي , و اختفت صورتي من إيطارها ْ -







هناك تعليق واحد:

  1. - تم إصدار النتائج =) و لم أكن من المتأهلين للمرحلة الثانية , بالتوفيق لجميع المتأهلين و من شاركَ ^^ -

    ردحذف