السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف حالكم جميعاً ؟ أتمنى أن تكونوا بجمالٍ و نورٍ داخلي يفوق عظمة الكون .
أستطيع أن أجزم بأن أغلب الناس يعلمون بأننا نتكون من جسدٍ و " روح " .. ربما تختلف التعريفات و المفاهيم , و لكن بالنسبة لي شخصياً أجد بأن التكامل في الوجود الروحي هو تكامل فكري , معنوي , و عِبَادِيْ .. يسمو بالإنسان ليرتقي من مرحلة العالم السطحي إلى ما هو فوق الإنسانية جمالاً فيصبح وجوداً " نقياً " جميلاً .
النقاء الروحي , هو مرحلة تجعل الحياة تسير بهدوءٍ منظم لتعيش مع ذاتك في تلك اللحظات حالةً من الارتقاء السماوي قرباً للعظمة المطلقة .
أؤمن بأن النقاء الروحي شيءٌ مكلل بالجمال , و أؤمن أيضاً بأنه لا يسمح للجميع بالدخول إلا بعد أن تجعل قلبك و روحك جميلَين و طاهِرَيْن .
كما أؤمن بأن من يكثُّف دقائق التأمل , التدبر , المساعدة , و العبادة في يومه , فهو يرتقي بنفسه إلى جمالٍ يفوق الجمال الذي كان فيه سابقاً .
و لكن لا يُرجى تحقق الجمال الروحي نقاءً إن لم تكن أنت بنفسك نقياً
فقط ابدأ بنفسك , و ستجد روحك تسبقك بالارتقاء قبل أن تعلم حتى =)
أحد أهم الأماكن التي تساعد على البناء الروحي , هي الأماكن التي يرتبط بها الإنسان بالسماء , يناجي بها العبد خالقه , يبكي بين يديه و يشكو لخالقه ما يعلمه خالقه مسبقاً , يسجد شكراً في حضرته و يبقى مرتبطاً بالملكوت الأعلى دوماً فهو في حضرة مولاه دائماً , فالرب سميع مجيب في كل آن . ذلك المكان الذي يحوي عشرات الأناس الذين يذرفون الدموع شوقاً للسماء مثلك , يذرفون الدموع عودةً لساحة الجلال .. يذرفون الدموع و ابتسامة اليقين ترتسم في أحرف دعائهم :")
تلك الأماكن , هي من أجمل المحطات الروحية
من يعتنق الذهاب إليها و لو لسويعات و لكن يسمح لها بترك الأثر الكبير في حياته , هو محظوظ
و لكن من يذهب إليها فتمسح على روحه و قلبه , من يذهب إليها منقطعاً عن الدنيا في تلك الساعة ليلجأ إلى السماء و يشغل سمعه و حواسه كلها أمر السماء .. من يذهب إليها أياماً متتالية و يناجي بصدقٍ خالص .. من يشحن رصيداً وافراً من الجمال الروحي هناك فيطلقه في كل تفاصيل حياته جمالاً , ذلك الشخص هو المحظوظ حقاً .
أوَ تعلمون , حضور تلك الأماكن بقلبٍ صادق و فكرٍ خالص .. بيقين عميق و إيمان مكلل بالجمال .. بأرواح تتوق للسماء و عقول تتوق للنهل من كل منبع صاف
الحضور لها بكل جمالٍ و جلالٍ و بهاءٍ و استعداد , يجعلها تترك بصمةً أكبر من حجم أرواحنا ربما , لتجعلها تصل سريعاً إلى قربٍ من طهر السماء .
حضور تلك الأماكن و أنت محاطٌ بأناس يتوقون لأن تسمو أرواحهم فوق ما يتخيلون , حضورها مع أولئك الناس لأكثر من 5 أيامٍ متتابعة ! إنه يسمو بالروح أعلى و أعلى و أعلى :") , كلماتي لا تسعفني لأكتب وصف تلك الحالة اللا متناهية من الجمال المهيب .. و لكن أولئك الذين يذهبون بإقبال روحي للمساجد القريبة من منازلهم يومياً أو أولئك الذي حظوا بنعمةٍ كبيرة بأن حظوا بأيامِ طهرٍ متتابعة في تلك الأماكن الطاهرة و حصدوا رصيداً روحياً كبيراً , أولئك عاشوا و يدركون تماماً تلك الهالة القدسية من السمو الروحي . =")
النقاء لا ينحصر في الداخل , بل يملأ تفاصيل حياتكَ و حياة المحيطين بكَ بشكل مدهش =)
فهو يجعلك تتحرك فور رؤيتك لأحدٍ يحتاج لمساعدةٍ تستطيع مساعدته بها , يجعلك تداعب الأطفال بابتسامات تشبه برائتهم , و يجعل نقاءك ظاهراً في حركاتك =) .
التكامل الفكري و الوصول إلى كل فكرةٍ جميلة , هو نقاءٌ من نوع متفرد =)
البساطة و لوحات أجنحة الحرية , نقاءُ استرخاء طاهر .
تلك الهدية الربانية من السماء , و ذلك العطاء الجميل , تلك الأم و ابنها وسط ابتساماتٍ دافئة , نقاءٌ مقدّس =) .
هناك زهور نقاءٌ مزدهرة في كل مكان , و لكن هناك أيضاً أوراقٌ متساقطة تعاني من الجفاف الروحي تحتاج إلى رشفةِ نقاءٍ لتعود روحها إلى السماء .
إلى كل روحٍ تقع داخل بدنٍ تقرأ أعينه هذه العبارة الآن , دمتي روحاً تليق بطهر قرب السماء .
جمعتكم نقاءٌ روحي في دواخلكم , و نقاءٌ يفيض إلى كل تفصيل حولكم
جمعتكم أرواح تسمو إلى السماء على ركاب اليقين المكلل بالنقاء .
جمعتكم دعاءٌ للشهداء و المرضى , الأحياء و الموتى , للأعزاء الذين فُقدوا و لكل روحٍ تعشق قرب السماء .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية بتعجيل الفرج الإلهي .
جمعتكم نقاءٌ لأرواحكم .
- همسة : القراءة وحدها للعناوين الجميلة لا تفعل شيئاً مقارنةً بقراءتها و تطبيقها جمالاً في حياتك الشخصية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق