جمعة قضية




السلام عليكم و رحمة الله و بركاته 
كيف حالكم جميعاً؟ أتمنى أن تكونوا ممن حصل لهم تغيّر روحي نحو الأفضل في هذه العشر الأواخر 

الإنسان الذي يعيش بلا هدف و بلا قضية .. 
فأيامه تضيع هدراً من بين يديه ..
و لكن الإنسان الذي يختار هدفاً و يتبنى قضيةً لا تناسبه .. 
 يعبّر عن فقده للوعي أولاً , و عجزه و هزيمته في الاختيار ثانياً , و هدره لأيامه و لكيانه ثالثاً ..
أن تعيش بلا قضية لا يهدر منك بقدر ما تهدره في عيشك بقضيةٍ لا تناسبك! 

اعرف أرضيتك و من أنت , ثم حدد القضية التي تناسبك , تأكد منها , ثم ناضل و قاتل من أجلها! 
لا تدخل ميدان القضايا عبثاً فتهدر من نفسك الكثير ! 

فعلى سبيل المثال, 
فتاة مسلمة, 
لا يناسبها أن تتبنى ( و تناضل و تضع على قائمة أولوياتها ) قضية ما أفضل رسمة وشم يمكن أن توضع على الوجه !
فتىً مسيحي, 
لا يناسبه أن يتبنى ( و يناضل و يضع على قائمة أولوياته ) قضية ألوان تسريحات شعر الإيمو و ما يناسب تسريحة أكثر من أخرى!

حجم قضيتك, يعكس حجم وعيك و معرفتك و تقديرك لنفسك! 



و لكن هناك قضاياً حجمها لا ينحصر بأن يتبناها فردٌ معيّن, مجموعةٌ معينة, انتماءٌ معين, أو حتى بلد معيّن ..
بل هي أكبر بكثير , هي قضاياً إنسانية 
من وصل وعيه إلى هذه المرتبة بأن يتعدى كل الحواجز الشكلية التي وضعها الناس بين الفقير و الغني و بين الأسود و الأبيض .. و يصل إلى مرحلة الإنسانية ! فهو يدرك أهمية هذه القضايا 
بل فطرياً, الإنسان يدرك حجم هذه القضايا ! 

و أحد القضايا التي كانت و لا تزال و ستبقى إلى تحقق العدل فيها .. قضيةً إنسانية 
قضية القدس


شروط بأن يدخل الرجال هذا اليوم دون النساء من المسلمين , و في يومٍ آخر يسمح لمن هم فوق الخامسة و الأربعين فقط بالدخول من المسلمين .. و يمكن -لمن يدعّون انتماءهم إلى دولةٍ تدعي وجودها و تسمي نفسها بإسرائيل- أن يدخلو و بحصانةٍ أمنية داخل القدس بكل أريحية ! .. 
أطفالٌ لا يزالون يشرّدون جراء ما حصل من قصف على بيوتهم !
أطفالٌ لا يزالون ينظرون الطريق و يبكون انتظاراً لوالدهم الذي قتلته رصاصة جندي إسرائيلي !
أشلاءٌ تحت الأنقاض, و بيوتٌ لا تزال لم ترمم .. و أمهاتٌ ثكلى يبكون بعين و بعينٍ أخرى ينتبهون على من تبقى !
يكبّر الفلسطينيون في ساحات الأقصى, فيعتبرها الجنود جريمة و يسجنونهم و يفرضون عليهم غرامة مالية و إبعاداً عن الأقصى لعدة أيام ! 
ما حصل في غزة ؟ ما حصل في الأقصى؟ الأراضي التي تم اقتحامها و طرد أهلها؟ البيوت التي لا يسمح بأن ترمم بأدوات جيدة ؟ الشهادات الدراسية التي تؤخر ؟ المنع من الدخول للمسجد الأقصى؟ الضرب؟ السجن ؟ 

في الواقع , يمكنكم البحث في الصور و الفيديوات, فهما كفيلان بإيضاح المأساة أكثر مما أكتب! 
و ما تدّعي أنها دولة و تسمي نفسها بإسرائيل .. فكل هذا الظلم الذي لا يطاق لن يبقى .. سيزولون حتماً ..
سيكون الظلم إلى زوال و سيظهر فجر المظلوم .. و سيكون الفجر مختلفاً عمّا سبقه .. 




قضية القدس ليست قضيةً للفلسطينيين فقط, بل لأن القضية لم تكن قضيةَ أرضٍ فقط, و لا قضية بيوتٍ فقط, بل قضية أرواحٍ و آلامٍ و تأريخٍ ينزف أشلاءً من انتظار المساعدة ..
قضية فلسطين .. و الكثير أدرك بفطرته أنها أمرٌ إنساني يجب الدفاع عن حقوق من يعانون هناك
حجم المهام المنوطة بكل واحد منّا لا يمكن تحديدها أو حصرها بإيطار من الأحرف و الأرقام, فكلٌ يجب عليه أن 
يعرف أرضيته و شخصيته, يحدد القضية, و يحدد ما يستطيع أن يقوم به و يقوم به 

جمعتكم لا تخلو من الدعاء للشهداء و قوافل النور , و للموتى, و للأحياء , و للمرضى , و لكل محتاج 
و دعاءٌ مكثّف في هذه الأيام بالنصر للمظلومين في كل البقاع و للمرابطين في الثغور .
و دعاءٌ يتفرد على ساحات الأدعية : بتعجيل الفرج الإلهي ..
و أن نكون من الممهدين له و من أنصاره .


جمعتكم قدسٌ لا ننساها
جمعتكم مباركة 

#يوم_القدس_العالمي , #آخر_جمعة_من_شهر_رمضان







ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق